إمرأة ٌ في بيت شاعر
صحوت من نومي في جوف ليلة ٍ من ليالي تشرين على صوت
بكاء زوجتي؟! فأستغربت الحدث؟
فقلت خيرآ إن شاء الله ماالأمر...؟
وأخذت اراجعُ معها الدوافع لعلي ألتمس لها سببآ يحفزني لتطيّب خاطرها......
فكم وكم وكم بكت إمرأةٌ دون أن توضح لنا الأسباب!!
ولما عجزت أن أتفهم سر بكاؤها أقنعت نفسي في أن أتباكى
مثلها فلعلها تلين وتشفق علي فتنام وأنام..
وتصنعت البكاء حتى بكت مني دموعي متسائلة ً الأسباب؟؟؟
فقالت: و أخيرآ أحسستُ بذنبك؟؟
نعم؟؟ واني لخطاء؟؟!
ولما تفعل هذا بي؟ أولم تكن قيسي حين كنت ليلاكْ!!
وأخرجت ملف أسميته كتاباتي وأبتدأت تسرد كل قصائدي النثرية
فقالت: أََوَلمْ تقل!!
تجرعت خمَر الشوق حتى بات كبدي ينزفُ إشتياق َ فصار شوقي دائآ ترياقه أن أراك..َ!!َ
وقلت:
ياذات العينين
السكني حبك افقدني سكني فباتت رمش عيناك امسيتي وسكني..
وحين أسميتني ريم ٌأولم تقل بي:
إني فـي الهـوى فـي عشقهـا سقيـمُهي ريمٌ قبل أن تخطو في البراري ريمُ
فــالــودُ فــــي حـيـهــا راتــــعٌ مـقــيــمُوالـعــربُ جـاورتـهـا مـــن شمرٍٍٍِِوتـمـيـمُ
لاتــســأل عــــن لـفـظـهــا إذ نـطــقــتمــاأدفـــئ مـــــن نـطـقــهــا الــمــيــمُ
والــــراءُ مــــن فـمـهــا خــجــلٌ كــأنــهالــعـــذراء فــــــي خـــدرهـــا تــقــيــمُ
وهـــل لاحـظــت عيـنـاهـا إذ لـحـظــتكـأنــهــا الأمُ فـــــي إبــنــهــا تــهــيــمُ
والـشــعــر مـنــهــا كـــأنـــه جــــــداولٌهــبــت منـهـاعـلـى بــــردى نـســيــمُ
والـــلـــون مـــنــــه أســـــــودٌ كـــانــــهالـلــيــلَ إذ أطــفـــأ مـــنـــه الــنــجــومُ
والـحـســنُ سـبـحــان مــــن أبــدعـــهإن رأه الأبــــكــــم صــــــــار كـــلـــيـــمُ
وحين ناديتني بفرح فقلت بي
سمعت صليلَ الريح ومن الخيل صهيل
ونفير العيروقرع الطبول
الله أكبر أهي الحرب قدقامت
أم أٌذن بالعشيرة الرحيل؟
فأجابت عذراء من الشام مزينةَ
بفارع الطول وقد نحيل
ووجه وضاء سبحان من أبدعه
كأنها الحورترتل الشعر ترتيل
أنا ابنة العاشقين وبكرهما
أنا سيرة الحسنين وباقة ورد وإكليل
أنا الهوى حيث نسيَ الهوى إسمه
وأبقاني لفعله رسول
أنا سراج الشوق ونورزجاحه
أنا محراب الفكر وللعلم قنديل
أنا الجمال حين ترك له آية
أنا الصفاء أنا بريق العينين أنا الطول
أنا من تكرم الشعر بوصفها فقال
حسناء الشام لاتسل عنها إنها عن خير
جميلات الأرض فرح فضلت تفضيل ...
وحين أهديتني قصر ٌ من كلمات فقلت:
هاك قصرك مولاتي موصوف بأحلى الكلمات
************************************
وأبتدأت تسردها عليّ وكأنها الخطيئة تمثلت في هذه الكتابات؟
وأبتدأت أندم ندمَِ راهب بعدَ أن مسّ ما مسْ...
ومنبع ندمي أني وضعت نفسي بورطة لاأحسد عليها, فإن قلت
لها ماخطيئتي؟ فتلك ستكون القاضية’ لأنها ستسأليني:
فلما تبكي معي؟[ وبعد طول عتاب فالمرأة لاتقنع بنصف الحديث
ولا تقنع بأن تنهي حديث ولن ترضى أن تؤجل الحوار
إلى فيما بعد, ففيما بعد عندهاتعني أن يموت الامر لأنها تنسى!!]
أستدرجتها للإعتراف بسبب بكائها في جوف الليل وكأنها
زاهدتذكر كبيرة فلم يجد لها مخرج إلاّ البكاء والتضرع الى الله عزّ وجل..
قالت اليوم عيد زواجنا العشرين’ وكنت قد وعدتني بأن تكتب
لي قصيدة يغار منها القباني ويتمنى أن يغنيها كاظم؟!
فقلت: القصيدة كتبتها وسألقيها عليك ليلة الرابع عشر, حين يكون القمر ضياء!
فقالت: كنت تقول لي بأن كل الأشهر وقفت عندك عند الرابع عشر
وأن القمر في بيتك حلّ في الضياء!
وأني وأني أجملِ من أجمل النساء!
فقلت في نفسي: ويحِ حياة الشاعر ماأتعسها يبتدأ في قطف أجمل الكلمات من رياحين المعرفة الشعرية وينتقي ويتنقل ويجمع ويكتب ويكذب ويكذب ويكذب في إهدائاته حتى يدمن الكذب وبعد فترة
من الزمن طالت أم قصرت يخبو ضياء الإهداءات ويتحرك الندم
في وجدانه فيحاول أن يكتب الصدق فيقع ُ في الاحباط!!
فالكذب للشاعرأفخمَ لفظآ وأوقعُ أثرآ, والعلاقة بين الشاعروالمرأة
علاقة أكثرها كذب وأقلها الكذب!
وتابعت بعد حوار مع النفس, نعم سيدتي
ماقلته لك الصح فأجلستها على الأريكة ومسحت دموعها
برفق وأنرتُ الخافت من الضوء وتهيأتُ لإلقاء الشعر
ووقفت ورسمت على وجهي بريشةليوناردو دا فنتشي
ملامح الفرح المُمَلح بإيحاءات الحزن....وقلت:
قررت أن أكتب لك قصيدة
في يوم ولدتك فيه الشمس وسماك القمر
وحضرت الولاّدة وسفراء السعادة
وخيالات شاعروضيفك القدر
وإبتهالات النساء ودعوة الأولياء
ودموع أ ُمكِ كّل ذالك حضْر
وأتوا بي أسيرآ إلى عشقي أسيرا
لأرى كيف تلد الملكات وينسج من الحريرعنها حكايات
وتكتب وتكتب في ديوان السعادة يمين البشر
وتزغرد الداية في أجمل الصبايا
ويضحك نيسان بمولود يعشق السهر
وتبكي أمك دموع وتضيئُ لأجلك كل الشموع
من كنيسة القيامة إلى البيداء والحضر
قررت أن أكتب قصيدة
في يوم مولدك ياكلّ الجمال ويابياض الدُرر
غيرَ أني أُدين لك بالأعتراف!!
من قبل يوم الزفاف من شهر تشرين وبعد صفر
ياسيدتي ياكل أفراحي وأحزاني
ذنبي أنك ملاكُ وأني بشر!!!!
وبالكاد أكملت نص القصيدة النثرية
وانا بانتظار أن تحتار في ضمي جزاء الاحسان!
تبكي ابنتنا الرضيعة في الغرفة المجاورة’ وتهرع الأمُ
لتلبي نداء الفطرة الالهية..
وتتركني في ذهول !!!
وتذكرت قول من قال بعد أن ذَهبتْ
أعطنيها ثمن الطرسِ أو كفارة الكذبِ...!!!
ولكن هل يجدي أن أ ُكَفِرَ عن كذب وأنا لم أتب
وكيف لي أن أ ُقبل على التوبة وأنا ماأزال أمارس
الكتابه بمقالاتها وقصصها ونثرها
وبقايا الكلمات؟!!!
وبعد أن عدت لفراشي لأحاول أن أنام دخلت معذبتي
فتتابع: حبيبي أتنام ؟ وأين القصيدة؟فقلت:
عَبَثآ تقولينَ أنّي في هواكِ تَعِبُ
وأنّي كُنتُ في ربيعَ عُمركِ ألهوَّ وَأُطرَبُ
وتذ َكرينَني بيومَ بَيَعتِني فرسي
واشتريتُ لكِ به أقراط ٌ من ذهب
ويوم تسابقَ الرجالِ من فوق ِ فرس ٍ
واحمرتْ السماءْ واغبَرّتْ السُحُب
أقنعتِني ياذاتَ دهاءٍ وحيلةٍ
بأنْ أجريَ أوْ أثِبُ
وأن الريحَ لاتسبقني ولا البرقَ ولا الشُهُب
عبثآ ففيك لاأغيرَ معتقدي
ولن أمحومادونته في الكتب
بأنّي لاأُساوم في بيعتك ولوغَرّبتني العرب...
فقالت:أوبيّ قلت؟
كتبها ابن القافية 28-4-2009