................
كشفت صحيفة الحياة أن نجلي الرئيس العراقي السابق صدام حسين حاولا في أيامهما الأخيرة الفرار إلى سوريا، وأنهما لجآ إلى بعض معارفهم قرب مركز ربيعة الحدودي، ووصلا بالفعل إلى مشارف مدينة حلب، وهناك إثر تبديل إطار سيارتهما المتعطل أوقفتهم السلطات السورية التي أمرت بإرجاعهما إلى العراق حيث لقيا حتفهم بعدها بأيام، وفي ما يلي نورد قصة الفصل الأخير من حياة عدي وقصي كما نقلها مراسل صحيفة "الحياة" اللندنية ميسر الشمري:
يقول مواطن عراقي من سكان المنطقة الواقعة جنوب جبل سنجار في محافـظـة الموصل (شمال العراق) انه وجد نفسه فجـأة، ومن دون سابـق معرفـة، أمـام ابني الرئيس العراقي المخلوع عدي وقصي صدام حسين يرافقهما السكرتير الشخصي للرئيس الفريق عبد حمود التكريتي.
وقال المواطن الذي فضل الاشارة الى الأحرف الأولى من اسمه ع.م. والذي التقته «الحياة» في منطقة ربيعة على الحدود السورية انه وبينما كان في منزله بعيد سقوط بغداد في قبضة القوات الأميركية فوجئ بسيارة من نوع فان مضللة ترجل منها رجل في الأربعين من العمر وبادر بالسؤال: هل أنت من قبيلة شمر؟ فأجابه نعم، فطلب منه أن يدله على بيت ع.ص. فقال له ان الوقت متأخر وان بيت ع.ص. بعيد بعض الشيء من هنا، والوضع غير آمن، أضف إلى ذلك أن "العادات لا تسمح لنا بمرورك من دون القيام بواجب الضيافة".
وأوضح المواطن ع. م. الذي روى لـ"الحياة" الأيام الأخيرة لنجلي الرئيس العراقي المخلوع وطلب منا عدم نشرها إلى أن يعطينا الإشارة بذلك، أن الرجل طلب منه استشارة زملائه في السيارة مشيرا إلى انه في هذه الأثناء ترجل قصي صدام حسين من السيارة وكان في يده رشاش فيه ثلاثة مخازن مربوطة بشريط لاصق اسود اللون وقال لي: "نحن بحاجة إلى الراحة، هل المكان آمن؟ فقلت له على الرحب والسعة. وأوضح ع.م. انه بعد ذلك ترجل عدي صدام حسين وكان يرتدي زيا عربيا ويتزنر بمسدس 9 ملم وفي يده رشاس كلاشنيكوف فضي اللون ثم ترجل بعد ذلك عبد حمود وكان يرتدي الزي العربي، أيضا، وهو يتأبط مسدسا من نوع "كولت سمث"، فيما توجه السائق إلى السيارة ووضعها في وضع استعداد أمام المنزل. بعد ذلك، قال ع.م: "اتصلت عبر هاتف الثريا بشقيقي وطلبت منه الحضور مع أبناء عمي ولما حضروا هب قصي صدام حسين موجها سلاحه صوبهم، فطلبت منه التريث لأن هؤلاء أخي وأبناء عمي وطلبت منهم الحضور لتأمين الحماية اللازمة لكم، وعندما عرفت قصي بأخي قلت: هذا شقيقي أ.م. فنهض عدي من مكانه، وقال موجها الكلام لشقيقي: «لقد صدرت بحقك أحكام عدة بسبب التهريب، كيف تخلصت منها"، فأجابه أخي: "باللجوء إلى الصحراء كما تفعل أنت الآن"، وأضاف أخي: "تلك مرحلة وانقضت يا أستاذ عدي، وانتم، الآن، في حمايتنا إلى أن يفرجها الله".
المضيف في ورطتين
بعد ذلك ارتاح الضيوف ووزعت أخي وأبناء عمي حول المنزل في شكل غير ملحوظ، وطلب قصي من السائق إنزال الأسلحة والصندوق ووضعها في الغرفة التي كانوا يجلسون فيها، ثم قام عبد حمود وفتح الصندوق وطلب مني أن آخذ من الدولارات التي فيه ما أريد، فرددت عليه: «لم نتعود أن نأخذ من ضيوفنا أثناء استقبالهم وحمايتهم يا عبد حمود، وأنت تعرف ذلك، فما كان من قصي إلا أن وبخ عبد حمود، قائلا: "ألا تعرف عادات العرب وأنت منهم".
يتبـــــــــــــــــــــــــــــع
..........