Admin .
عدد المساهمات : 1018 نشاطي بالمنتدى : 50796 21 تاريخ التسجيل : 26/10/2011
| موضوع: مستقبل العراق بعد إعدام صدام حسين الأربعاء نوفمبر 09, 2011 5:28 am | |
| . ......................
أثر تنفيذ الحكم على الواقع العراقي
محمد كريشان: أُعدم إذاً الرئيس العراقي السابق صدام حسين بعد إدانته في قضية مقتل 147 شخصاً في قرية الدجيل عقب محاولة لاغتياله شهدتها هذه القرية العراقية وقد عرض التلفزيون الحكومي لقطات لصدام بدا فيها رابط الجأش ويتحدث مع جلاده الذي كان يرتدي قناعاً وهو يضع حبل المشنقة حول رقبته وقال مسؤول عراقي إن عملية الإعدام تمت في منشأة تابعة لوزارة العدل في شمال العاصمة بغداد وقال رئيس الوزراء نور المالكي إن إعدام صدام ينهي كل المراهنات المحزنة على احتمال العودة إلى الدكتاتورية ودعا أنصار صدام إلى إنهاء تمردهم، معنا في هذه الحلقة من القاهرة الدكتور حسين الدوري أستاذ القانون الدولي ومن لندن الدكتور سعد جواد القيادي في المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق كما نستضيف هنا في الأستوديو الدكتور عمرو حمزاوي وهو كبير الباحثين في معهد كارنيغي الأميركي، دكتور حمزاوي المضمون الرمزي للعيد يعني كيف يمكن أن يضيع على صاحب القرار في الولايات المتحدة أو في الحكومة العراقية وهي تختار مثل هذا التوقيت لتنفيذ حكم الإعدام؟
عمرو حمزاوي - كبير الباحثين معهد كارنيغي للسلام: فيما يتعلق بالإدارة الأميركية ضياع المضمون الرمزي وأهمية اللحظة وسوء التوقيت في واقع الأمر فيما يتعلق بإعدام الرئيس العراقي السابق صدام حسين يعود إلى أمرين، الأمر الأول هو الالتزام الأيديولوجي الشديد لهذه الإدارة وهذا أمر نعرفه منذ فترة طويلة منذ أن خابرنا إدارة بوش خاصة في السنوات الماضية، الأمر الثاني وهو الأهم أنا أعتقد إن الإدارة الأميركية بتأمل أن تستفيد سياسياً من إعدام صدام في هذه اللحظة رغم سوء التوقيت على الأقل فيما يتعلق بأمرين، الأمر الأول هو محاولة إعطاء انطباع لدى الرأي العام الأميركي بالأساس والغربي في المقام الثاني وأقل الرأي العام العربي بأن العراق مقبل على نقلة نوعية على لحظة تاريخية جدية، أن هناك نهاية لعهد وبداية لعهد جديد وأن هذه البداية الجديدة ربما أعطت مصداقية للعملية السياسية ولخطوط التحول الإستراتيجي في السياسية الأميركية خلال الفترة القادمة، أعتقد إن هذه بمثابة أحلام يقظة وأن الإدارة الأميركية لن تجني من ذلك الكثير، الأمر الثاني أو الفائدة الثانية وأعتقد أنها ستستطيع أن تحصل عليها ولول بصورة عادية هو محاولة تسويق زيادة عدد القوات الأميركية وهي الزيادة مقبلة التي.. يعني جميع الإرهاصات التي لدينا تشير إلى أن الرئيس بوش مقبل على زيادة عدد القوات الأميركية العاملة في العراق ما بين عشرين ألف إلى ثلاثين ألف ربما أكثر وتسويق هذه الزيادة للداخل الأميركي باعتبارها لحظة حاسمة في تاريخ العراق، انتهينا من العصر القديم نبدأ عصر جديد سنستثمر كل ما لدينا لحسم ما يسموه هم التمرد لحسم ما يسمى الصراع الطائفي وبالتالي يسوّق ذلك إلى الداخل الأميركي باعتباره محاولة لحسم مسالة استقرار العراق الجديد انتهى العصر القديم ويبدأ العراق الجديد المشكلة فقدان المصداقية.
محمد كريشان: دكتور سعد جواد في لندن الكل تلقى الحدث على أنه استفزازي في يوم العيد بتقديرك بالنسبة لحكومة تريد أن تطوي صفحة وتبدأ صفحة أخرى وتتحدث عن مصالحة وطنية ألا يمثّل هذا البعد عائقاً نحو هذا الهدف؟
سعد جواد - المجلس الأعلى للثورة الإسلامية: بسم الله الرحمن الرحيم في الواقع لابد أن ننظر إلى هذا الحدث من منظور عراقي، أنا لاحظت في مقدمتكم وفي السؤال الذي قدمتموه إلى ضيفكم في القاهرة البعد الدولي، هذه هي قضية عراقية والمتهم عراقي والجريمة هي ارتكبت على أرض العراق والمحكمة هي عراقية وبالتالي لابد أن ننظر من المنظور العراقي.
محمد كريشان [مقاطعاً]: ولكن عفواً دكتور هل يمكن أن نتحدث يعني..
سعد جواد [متابعاً]: ومن منظور مصالح الشعب العراقي..
محمد كريشان: نعم يعني عفواً لو سمحت لي فقط..
سعد جواد: الشعب العراقي طالما انتظر هذه اللحظة المفرحة..
محمد كريشان: أرجو أن تكون تسمعني..
سعد جواد: هذه اللحظة التي..
محمد كريشان: واضح أنك لا تسمعني..
سعد جواد: أفرحت قلوب وأثلجت صدور الثكلى واليتامى والأرامل والمفجوعين بالمقابر الجماعية وبالسجون وقتلى الحروب والتعذيب وكل هذه المآسي التي يتحملها هذا الطاغي وبالتالي كان الشعب العراقي ينتظر..
محمد كريشان [مقاطعاً]: يعني دكتور سعد..
سعد جواد [متابعاً]: اليوم الذي يواجه فيه هذا الطاغية العدالة التي حرمهم منها وجاءت لتتزامن مع يوم العبيد وبالتالي تكون الفرحة فرحتين وتزامنت كذلك مع يوم رجم الشياطين وهو شيطان كبير بالنسبة للعراقيين وبالتالي رُجم هذا الشيطان وقضي عليه وتم التخلص منه، فهذا التزامن أنا أعتقد هو تزامن إيجابي من المنظور العراقي وهو عامل إيجابي ومفرح للعراقيين وبالتالي سوف يساعد العراقيين على طوي صفحة الماضي، على طوي صفحة الظلم التي مثلها هذا الطاغية والابتداء بصفحة جديدة صفحة بناء العراق الجديد صفحة المواصلة في العملية السياسية والمصالحة الوطنية.
محمد كريشان: دكتور سعد يعني أرجو أن المرة هذه تسمعني إذا كنت فعلاً تسمعني، يعني القضية نحن لم نشأ أن نتحدث صدام حسين يستأهل هذا الحكم أم لم يستأهله هل هو مجرم أم بريء القضية ليست هذه.. عفواً واضح أن ضيفنا لا يسمع، الدكتور حسين الدوري من القاهرة ضيفنا في لندن أشار إلى أن القضية هي في النهاية قضية عراقية بحتة ولها منطقها العراقي الداخلي البحت، هل يمكن فعلاً أن نجرّدها عن هذا البعد الدولي خاصة وأنه في العلاقات الدولية هناك دائماً مسائل نفسية عادة تؤخذ بعين الاعتبار؟ أن يقع استعجال تنفيذ حكم مما أعطاه بعد الانتقام وليس إحقاق الحق والعدالة كيف يمكن أن يؤثر على التوازنات المتعلقة بموضوع العراق تحديداً؟
" محاكمة صدام لم تكن قانونية بل كانت سياسية، وهي غير مختصة لأن صدام حسين كان أسير حرب لدى القوات الأميركية وبالتالي كان يفترض أن يحاكم محاكمة دولية " حسين الدوري
حسين الدوري - أستاذ القانون الدولي: نعم بسم الله الرحمن الرحيم أهنئ الأمة العربية والشعب العراقي بعيد الأضحى المبارك برغم الأحداث الجسام التي يمر بها هذا الشعب الصابر الصامد، أخي العزيز يجب أن يوضع الأمر في إطاره القانوني الصحيح سواء ما تعلق بإلقاء القبض على صدام حسين أو محاكمته أو إعدامه حتى لا ندخل في أمور سياسية وأمور عاطفية ونفسية، إذا كان الأمر بهذه الطريقة فهناك ثلاث حقائق تحكمه أولا أن القانون قرار مجلس الأمن 1546 هو الذي لا يزال ساري المفعول ويعتبر أن العراق محتل من قبل القوات الأميركية والقوات الأخرى المتعاونة معها وبالتالي وفق اتفاقية جنيف وقرار مجلس الأمن أن القوات الأميركية هي المسؤولة عن أمن العراق والقوات الأميركية هي التي ألقت القبض على صدام حسين وهي المسؤولة عنه هذه أولا، ثانيا أن صدام حسين هو أسير حرب وبيد القوات الأميركية التي هي مسؤولة عن العراق والعراقيين وهي التي تحتل العراق بموجب قرار مجلس الأمن، الأمر الآخر أن صدام حسين كان يفترض به ووفقاً لما موجود بالعالم سواء بأوروبا صربيا سلوبودان مليزوفيتش وبأميركا اللاتينية وبأفريقيا أن يقدم لمحاكمة دولية، الأمر الثالث وهو الحقيقية القانونية الثالثة القضاء العراقي مشهود له بالكفاءة والخبرة لكن مع الأسف أن المحاكمة لم تكن قانونية وإنما كانت سياسية، الآمر الآخر المرتبط برغم أن المحكمة غير مختصة وعندما أقول غير مختصة أن صدام حسين أسير حرب كان لدى القوات الأميركية وبالتالي كان يفترض أن يحاكم محاكمة دولية وتعطى له..
محمد كريشان [مقاطعاً]: يعني بالنسبة يعني عفوا أستاذ بالنسبة لواشنطن هي أشارت في البداية إلى أنه أسير حرب ثم يعني عدلت عن تقديرها هذا وللمسألة بالطبع ارتباط بما سيجري لاحقا، على كل سنبحث بعد وقفتنا القصيرة سنبحث في ما هي التداعيات المحتملة ما هو المنعرج الذي تحدث عنه الرئيس بوش وإن كان فعلا منعرجا نحو التهدئة أم نحو مزيد من التصعيد؟ نعود بعد هذه الوقفة.
[فاصل إعلاني]
تداعيات إعدام صدام على مستقبل العراق
محمد كريشان: أهلاً بكم من جديد، تعددت ردود الأفعال حول إقدام الحكومة العراقية على تنفيذ حكم الإعدام في الرئيس العراقي السابق صدام حسين غير أن عدد من تلك الردود أشار إلى تداعيات هذا الحدث على الوضع المستقبلي للعراق فيما بعد مرحلة صدام حسين.
[شريط مسجل]
جورج غالوي - عضو البرلمان البريطاني: لقد تم قتله وأعتقد أنه حتى بعد موته سيكون أكثر خطورة على قوات المحتلين وتابيعهم مما كان عليه في حياته.
صلاح عمر العلي – عضو سابق في مجلس قيادة الثورة: ستتولد ردود فعل كثيرة جداً صدام حسين هو ليس شخصا هو ليس شخصاً طارئ على العراق شخص قاد العراق قرابة ثلاثة عقود ونصف من الزمن، صدام حسين له حزب كبير منتشر في العراق وفي خارج العراق أيضاً، أنا لا أعتقد أن قتل يعني إعدام حسين سيعني يُحدث حرب أهلية، الحرب الأهلية لا يمكن أن تحدث في العراق.
صالح المطلق – رئيس جبهة الحوار الوطني: وكنا نتمنى أن تحصل محاكمة حقيقية واقعية عادلة لمرحلة بأكملها بشخوصها بكل ما حصل فيها وكذلك محاكمة عادلة لمرحلة لحقتها وهي المرحلة اللي نعيش بها اليوم أيضاً بكل رموزها، على الآخرين أن يفهموا أن المهازل التي جرت في هذه المحكمة ربما تجري عليهم لاحقا.
عدنان المفتي - رئيس برلمان كردستان العراق: في المدى البعيد العلم سوف يخف في العراق في المدى البعيد ربما في المدى القريب الذين يؤيدون الديكتاتور السابق من بقايا حزب البعث إذ ربما سوف يزيدون إذا استطاعوا من أعمالهم الإرهابية والعنفية لكن هذه المرحلة انتهت برحيل الديكتاتور لأنه هو الذي كان يقود هذه المرحلة.
" الأميركيون أرادوا أن يقتلوا صدام حسين، ولا يعتقد الحكام العرب أنهم في منجى عن القتل " قاسم سلام
قاسم سلام - عضو القيادة القومية لحزب البعث: أعتقد أن مشروع القتل مرتبط بتوسيع دائرة الخراب والدمار والحرب الأهلية في العراق التي ستمتد، ستمتد إلى خارج العراق ولا أعتقد أنها ستبقى داخل العراق، نفس الشيء الأميركان الآن يريدوا يقتلوا صدام حسين وسيقتلوا كل حاكم عربي لأن حكام العرب هؤلاء لن يسلموا لا يعتقد الحكام العرب أنهم في منجى عن القتل.
محمد كريشان: إذاً هذه بعض ردود الفعل حول مستقبل العراق بعد الإعدام، دكتور عمرو حمزاوي بالنسبة للرئيس بوش هو اعتبر العداء منعرج بالنسبة للعراق على طريق الديمقراطية كما قال وفي نفس الوقت يقول بأنه متأكد أن العنف لن يتراجع كيف يمكن الجمع بين الأمرين؟
عمرو حمزاوي: هذا الرئيس وهذه الإدارة مغرمة بمسيولوجيا البدايات الجديدة دائمة الإدارة.. هذه الإدارة دائمة الحديث عن البدايات الجديدة عن شرق أوسط جديد عن بداية جديدة عن عراق جديد عن عالم عربي جديد وما إلى ذلك، هذا الحديث هو بمثابة أحلام يقظة مفرّغ من أي مضمون إن قرأت الواقع في العراق أو خارج العراق بصورة موضوعية، هي أحلام يقظة لأن ما حدث هو عدالة المنتصر هي عملية بعيدة كل البعد عن التوازن بعيدة كل البعد عن معاني العدالة وعن معنى حكم القانون وحكم القانون هو أحد المرتكزات الرئيسية لهذا العراق الديمقراطي الذي يتحدث عنه الرئيس بوش، هي بعيدة مرة أخرى عن حسابات الواقع الموضوعي لأن ما حدث والصورة التي تم بها إعدام صدام حسين سيؤدي بالتأكيد إلى مزيد من العنف إلى تصاعد معدلات العنف في العراق وإلى اصطفافات طائفية ومذهبية أشد مما رأيناه في الفترة الماضية، الفائدة الوحيدة لهذه الإدارة هي فائدة تعود إلى علاقاتها بالداخل الأميركي تسويق ما يحدث باعتباره لحظة انطلاق جديدة وفي هذا الإطار سيتم تسويق استراتيجية الرئيس بوش وزيادة عدد القوات الأميركية، فيما يتعلق بالأطراف العراقية وهذه قضية أخرى الأطراف العراقية التي دفعت وكانت وراء هذه المحاكمة غير العادلة وعدالة المنتصر هذه، هذه الأطراف للأسف الشديد تبدو حساباتها في هذه اللحظة بعيدة كل البعد عن فكرة المصالحة الوطنية وعن مفهوم المصارحة الوطنية، تحدثت أصوات حكومية في العراق وقالت إننا نطالب الآن البعثيين والمقاومة بأن ينضموا للعملية السياسية هذا الكلام كان ربما أن يكون مقنع لعدد من هذه الفصائل إن تم بالفعل عفو عن صدام حسين، إن كان هناك خطوة في سبيل وفي طريق المصالحة إنما أنت تتحدث بخطاب منفصل عن الواقع الموضوعي وتحاول أن تروج له وللأسف الشديد لن يعود ذلك على العراق وعلى الشعب العراقي سوى بمزيد من العنف ومزيد من التوتر.
محمد كريشان: ولكن هل إدارة بوش ورّطت إن صح التعبير الحكومة في هذا الإعدام لأن التداعيات قد لا قد.. ستكون بالضرورة على هذه الحكومة أكثر من على واشنطن؟
" الأطراف العراقية التي أمسكت بزمام وبمقاليد الأمور في العراق هي أطراف تهيمن عليها ثقافة انتقامية وثقافة الاستئثار بالحياة السياسية " عمرو حمزاوي
عمرو حمزاوي: لا أعتقد، الأطراف العراقية التي أمسكت بزمام وبمقاليد الأمور في العراق هي أطراف للأسف الشديد تهيمن عليها ثقافة انتقامية وثقافة الاستئثار بالحياة السياسية، واشنطن تراضت واشنطن وافقت لا أعتقد أن تحديد الموعد جاء من الطرف الأميركي ولكن قبل وهو يعلم أنه ربما استفاد مرحليا وجزئيا وبالتالي هي مسؤولية الأطراف العراقية بالأساس دون أن ننسى حقيقة وجود المحتل الأميركي.
محمد كريشان: الدكتور سعد جواد في لندن إذا كانت الحكومة الأميركية مغرمة بالبدايات الجديدة ألا تعتقد بأن الحكومة العراقية مغرمة بالنهايات السعيدة إن صح التعبير لأنها عندما تتحدث عن ضرورة إنهاء التمرد وتحقيق مصالحة وطنية وإنهاء كل المراهنات المحزنة على احتمال العودة إلى الديكتاتورية مثلما قال نوري المالكي، كيف يمكن لهذا المناخ أن يكون فعلا كذلك في أجواء بمثل هذا التأزم؟
سعد جواد: مرة أخرى لابد أن ننظر إلى هذا الموضوع من المنظور العراقي لا يهمنا كيف تنظر أميركا لهذه المسألة سواء كانت هي بداية جديدة أو نهاية جديدة أو أفق جديدة أو أي شيء تراه أميركا المهم ما يراه العراقيون..
محمد كريشان [مقاطعاً]: ولكن عفواً سيد جواد..
سعد جواد [متابعاً]: ما يراه الشعب العراقي..
محمد كريشان: عفواً سيد جواد يعني مَن يصدق أنكم تتصرفون خارج حسابات الولايات المتحدة يعني لنكن جديين قليلاً يعني؟
سعد جواد: العراق هو.. الحكومة العراقية هي حكومة منتخبة من قبل الشعب العراقي والانتخابات جرت على أعين العالم جميعاً وشارك فيها أكثر من 80% من الشعب العراقي وصوّت إلى هذه الحكومة وهذه الحكومة بالتالي هي الممثلة الشرعية للشعب العراقي..
محمد كريشان [مقاطعاً]: نعم هذه مسألة أخرى لكن عندما..
سعد جواد [متابعاً]: وبالتالي هذه الحكومة تتخذ قراراتها على أساس سيادتها على العراق واستقلالية العراق ومصالح العراق..
محمد كريشان: نعم عندما نرى مثلا..
سعد جواد: فإذا كان هناك مَن لا يصدق فهذه مشكلة مَن لا يصدق.
محمد كريشان: هناك لو سمحت لي سيد جواد لو سمحت لي..
سعد جواد: المسألة المهمة إنما أن ننظر إلى العراق من المنظور العراقي والمصالح العراقية وليس من المنظور الخارجي، أنا أعتقد الذي يؤمن بالمنظور الخارجي..
محمد كريشان: سيد جواد تسمعني أم لا؟
سعد جواد: هو الذي لديه مشكلة في ذلك..
محمد كريشان: أنا مضطر أذهب إلى ضيف آخر إذا لم تكن تسمعني سأذهب إلى ضيف آخر هل تسمعني أم لا؟ يعني مسألة أريد..
سعد جواد: لا تفضل أسمعك.
محمد كريشان: الحمد لله إذاً المسألة ليست في فني الصوت يعني أريد أن أتأكد من هذا الموضوع، سيد جواد يعني عندما نرى في ردود الفعل إسرائيل وإيران سواء يرحبون بما جرى في العراق ألا يكون هذا نقطة ملفتة للانتباه وغريبة بعض الشيء؟
" العراق جزء من العالم وإذا كانت هناك اهتمامات من قبل أطراف إقليمية ودولية فهذا لا يعني عدم استقلالية الحكومة العراقية " سعد جواد
سعد جواد: يعني العراق هو موضع اهتمام جميع دول العالم كما تهتم أميركا في العراق تهتم دول الجوار في العراق تهتم الدول العربية في العراق وتهتم الدول الإسلامية في العراق وبالتالي العراق هو جزء من هذا العالم جزء من محيطه العربي جزء من محيطه الإسلامي وجزء من المجتمع الدولي، فإذا كانت ثمة اهتمامات من قبل أطراف إقليمية وأطراف دولية فهذا لا يعني عدم استقلالية الحكومة العراقية.
محمد كريشان: يعني هل يمكن أن نعتبر ذلك مثلا ديكتاتورية الأغلبية؟ وخلينا مثلا نسمع الجواب من الدكتور حسين الدوري أستاذ القانون الدولي من القاهرة تفضل دكتور.
حسين الدوري: أخي الكريم أولاً خلينا في موضوع وهو موضوع الإعدام وما بعد الإعدام.
محمد كريشان: صحيح.
حسين الدوري: هذا الكلام أنا أعتقد لا يجدي أن العراق مستقل أو غير مستقل القرار 1546 يقول أن العراق محتل لكن الإعدام من حيث الإجراء خاطئ قانونا ومن حيث القيد اجتماعيا ودينيا ونفسيا غير مناسب.
محمد كريشان: يعني الآن تجاوزنا هذه الموضوع للحديث عن التداعيات المحتملة..
حسين الدوري: أما ما بعد الإعدام..
محمد كريشان: نعم تفضل.
حسين الدوري: هناك تداعيات قد تكون نفسية وعاطفية خلال ثلاث أربع أيام أسبوع أسبوعان لكن الوضع الأمني بالعراق مرتبط مباشرة بالمقاومة، الحكومة إذا أرادت استتباب الأمن والمصارحة والمصالحة عليها أن تتفاوض مع المقاومة وأن لا تخلط الأوراق بين الإرهاب والمقاومة، إذا فتحت قنوات حوار ومصالحة ومصارحة مع المقاومة أنا أعتقد الوضع الأمني سيستتب العراق ولا أثر للإعدام إلا لأسبوعين أو ثلاث لا أكثر.
محمد كريشان: الدكتور عمرو حمزاوي فيما يتعلق بهذا الاحتمال يعني هل ربما واشنطن أقدمت على خطوة هي تعلم أنها ستثير ضجة ولكن في النهاية ستهدأ وستهدأ النفوس وربما يصبح الوضع أكثر سلاسة في التسوية هل هذا ممكن؟
عمرو حمزاوي: يعني توقع واشنطن هو أنه ربما أدى إعدام صدام حسين إلى ارتفاع مؤقت في معدلات العنف وبالتالي تمرر كما أشرنا زيادة عدد القوات الأميركية والبداية الجديدة وفي هذا الإطار تحاول واشنطن السيطرة على الانفلات الأمني، هذه أحلام يقظة أستاذ محمد لن تؤدي إلى شيء أي موضوع يقرأ الساحة العراقية سيقول لك إن واشنطن لن تستفيد كثيراً على المدى الطويل، الأخطر من ذلك أن الأطراف العراقية هي التي ستضار بالفعل لأن فكرة المصالحة الوطنية وفكرة العملية السياسية الدامجة للأطراف الرئيسية ومنها المقاومة كما أشار الزميل من القاهرة، الفرصة واحتمالية هذه المصالحة الوطنية بتقل وتقل بسرعة لأن هناك ثقافة هيمنة وثقافة استئثار وديكتاتورية أغلبية كما أشرت، عندما تتحدث الأصوات العراقية الحكومة المحسوبة على القوى السياسية الشيعية بالأساس وتقول عليهم أن ينضموا الآن، ينضموا على أي أساس وبأي طرح موضوعي وبأي دوافع تقدمها لهم؟ الأمر الأخير كما تطلب بتداعيات لحظة إعدام صدام حسين أنا أعتقد كان يمكن لمحاكمة هذا الرجل وهو له من المساوئ الكثير وربما استحق ما حدث له، كان يمكن لهذه المحاكمة إن خرجت بصورة بعيدة عن الخروقات وبصورة تؤسس لحكم القانون وتؤسس بالفعل لعراق ديمقراطي مستقل ومتوازن كان يمكن لها أن تكون خطوة فعلية على مسار المصالحة الوطنية كما حدث في مناطق أخرى من العالم في جنوب إفريقيا وفي عدد من حالات أميركا اللاتينية، للأسف الشديد المحاكمة بالصورة التي أديرت بها وبتسييس هذه المحاكمة وبرمزية هذه اللحظة شديدة السوء لأغلبية واضحة داخل العالم العربي الإسلامي فرّغت هذه الاحتمالية من أي فرصة واقعية وبالتالي نحن أمام لحظة شديدة السوء للداخل العراقي بقواه المختلفة وأنا أخشى نحن مقبلون على تصعيد إضافي ربما استفادة منه إدارة بوش جزئيا ولكن مَن سيضار هي الأطراف العراقية.
محمد كريشان: كثير من الدول أعربت عن مخاوفها من أن يفلت الوضع الأمني في العراق بعد هذا الموضوع هل نحن متجهون إلى أن صدام ربما يكون مزعج وهو ميت أكثر منه وهو حي في هذا المعنى؟
عمرو حمزاوي: يعني ربما كان علينا النظر إلى ما يحدث في العراق بصورة واقعية، القوى الرئيسية التي تقاوم مَن يتبنى مشروع مقاومة المحتل الأميركي هذه القوى موجودة على الأرض بالفعل إمكانيتها معروفة مساحة ما يمكن أن تصل له ومساحات التصعيد الذاتية موجودة ومعروفة وبعيدة عن الأحداث، ربما أدى ذلك إلى تصعيد سريع ومحدود المدى من هذه القوى لكن لن يغيّر الصورة، هو اللي يغير الصورة بالفعل إن نظرت إلى مستوى العملية السياسية يفقدها مصداقيتها وأي حديث إما من أطراف عراقية أو أطراف أميركية عن عراق جديد وعراق ديمقراطي أصبح فارغ المضمون في هذه اللحظة.
محمد كريشان: بهذا المعنى هل ستجد الولايات المتحدة نفسها بعد هذه العملية أكثر عزلة في التعاطي مع الملف العراقي؟
عمرو حمزاوي: نعم أعتقد أن الولايات المتحدة هذه الإدارة بالتحديد ستنقلب على مجمل توصيات بيكر هاملتون لن تنفتح على الأطراف العراقية المبعدة عن العملية السياسية وهي أطراف سُنية بالأساس، لن تنفتح على الجوار العراقي الإيراني والسوري بصورة تؤدي إلى حل تفاوضي وستلتزم بتحالفتها الضيقة التي أنتجت توتر وعدم توازن وتصاعد لمعدلات العنف والاصطفاف الطائفي في العراق، ستستمر عليها وستصعد الولايات المتحدة عسكريا من خلال زيادة عدد القوات وسندخل في عام أو أكثر من المواجهات الدموية وأنا أعتقد أن هذا سيئ لهذه الإدارة سيئ للولايات المتحدة الأميركية وأكثر سوءا للعراق وهذا هو الأهم.
محمد كريشان: شكراً لك دكتور عمرو حمزاوي كبير الباحثين في معهد كارنيغي الأميركي، شكراً أيضاً لضيفنا من القاهرة الدكتور حسين الدوري أستاذ القانون الدولي وشكراً لضيفنا من لندن الدكتور سعد جواد القيادي في المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق، بهذا مشاهدينا نكون قد وصلنا إلى نهاية هذه الحلقة من برنامج ما وراء الخبر بإشراف نزار ضو النعيم كالعادة نذكركم بإمكانية إرسال المقترحات على عنواننا الإلكتروني التالي غداً بإذن الله قراءة جديدة فيما وراء خبر جديد في أمان الله.
.... ..................... | |
|