Admin .
عدد المساهمات : 1018 نشاطي بالمنتدى : 50796 21 تاريخ التسجيل : 26/10/2011
| موضوع: خلع الخديوي إسماعيل الثلاثاء نوفمبر 08, 2011 5:13 pm | |
| ............................
7 رجب 1296 هـ ـ 26 يونية 1879م
مفكرة الاسلام: كان من بنود فرمان 1258هـ ـ 1841م، أن يكون حكم مصر والسودان وراثيًا حصريًا في أكبر أبناء محمد علي الذكور، وذلك كترضية له بعد جهوده الكبيرة في إضعاف قوة وهيبة الدولة العثمانية، ومن خلال هذا البند تولى إسماعيل باشا بن إبراهيم باشا بن محمد علي باشا حكم مصر سنة 1280هــ 1863م.
كان إسماعيل باشا مفتونًا بالحضارة الأوروبية والتمدن والرقي المدني والعمراني بها، لذلك عمل منذ أول يوم لولايته إدخال إصلاحات كبيرة في شكل الدولة بمصر، فأعاد تقسيم البلاد إداريًا وعيّن لأول مرة مجلسًا نيابيًا منتخبًا من قبل الشعب، ولكنه بدأ يعمل على إدخال القوانين الأجنبية في القضاء وقلّص من سلطة المحاكم الشرعية، وهو بذلك يعتبر أول من بدأ في تنحية الشريعة من الحياة في مصر، وأحدث نهضة تعليمية وثقافية كبيرة ولكنها أيضًا على الطراز الأوروبي، وأنشأ دارًا للكتب والمتحف المصري وكلية دار العلوم، وأنشأ أول مدرسة لتعليم البنات في الدولة العثمانية هي المدرسة السنية، واهتم بإصلاح الزراعة وزيادة مساحة المزروع من الأراضي فشق الترع، وعمل على تصدير القطن وقصب السكر، وأنشأ المعامل الأزمة لتصنيع المواد الخام، وبنى خمس عشرة منارة في البحر المتوسط لتنشيط حركة التجارة، وأضيئت الشوارع في عهده بغاز الاستصباح اللازمة وأدخل أنابيب المياه.
كل هذه الإنجازات الحضارية والعمرانية، لم تأت نتيجة دراسة متأنية واقتباس نافع بحيث يؤخذ ما ينفع ويفيد ويترك ما يضر ولا قيمة له، فلقد كان كل همّ إسماعيل أن تظهر مصر كقطعة من أوروبا مثل لندن وباريس، لذلك اعتمد إسماعيل على الاقتراض بمبالغ ضخمة من يهود أوروبا وبفوائد ربوية فاحشة ومخيفة مما أربك الخزينة المصرية، ووقعت البلاد فريسة ديون مرهقة إضافة لتبذير إسماعيل الشديد للمال ونفقاته الضخمة على الزخارف والقصور والهدايا والرّشا ليحصل على لقب الخديوي [وهي كلمة فارسية معناها الأمير العظيم] حتى أنه قد أنفق على حفل افتتاح قناة السويس 1.5 مليون جنيه مصري.
أقدم إسماعيل على خطوة خطيرة لسداد الديون فباع حصة مصر في قناة السويس لإنجلترا، مما مهد السبيل لدخول إنجلترا ونفوذها إلى مصر، وعجز إسماعيل عن سداد الديون وفوائدها، وزاد التدخل الأجنبي في البلاد حتى ألزموه بتشكيل وزارة مختلطة لحكم مصر برياسة نصراني أرمني هو نوبار باشا ووزيرين أوروبيين، واحد إنجليزي للمالية وآخر فرنسي للأشغال، مما أدى لثورة الشعب المصري ونقمته على الخديوي والوزارة العميلة المختلطة، فحاول إسماعيل التقرب من الشعب كطوق نجاة أخير، وقام بحل الوزارة المختلطة وعيَّن وزارة وطنية خالصة بدون أجانب برياسة شريف باشا، فغضبت إنجلترا وفرنسا وضغطتا على السلطان العثماني لعزل إسماعيل، فصدر قرار عزل في 7 رجب 1296هـ ـ 26 يونية 1879م، والأوروبيون ومن سار على نهجهم يصفون إسماعيل بأنه مصلح مصر وباني حضارتها، والواقع أنه السبب الرئيس والحقيقي لوقوع مصر تحت الاحتلال الإنجليزي.
........................ | |
|