Admin .
عدد المساهمات : 1018 نشاطي بالمنتدى : 50806 21 تاريخ التسجيل : 26/10/2011
| موضوع: المرأة هل ضحية الخطاب الديني المتشدد السبت نوفمبر 26, 2011 8:52 am | |
| . .................
نلاحظ في بعض الفضائيات وعبر المواقع الإلكترونية المختلفة والجوامع قيام بعض الدعاة بترديد الأحاديث الضعيفة والآراء الفقهية التي لا تلائم عصرنا الحديث بمتطلباته خصوصا فيما يتعلق بحقوق المرأة والتي
حصرها بعضها في حق واحد هو أن واجب الزوج علي زوجته أن يطعمها فقط دون تحمل أعباء أخري, بالإضافة إلي حث الزوجة علي طاعة زوجها بحجة حديث نبوي ضعيف الذي يحمل ما معناه إذا كان للزوجة أن تسجد لغير الله فلزوجها والذي يعلم ويفهم نصوص القرآن الكريم والأحاديث النبوية الصحيحة سيعلم أن علي الزوج أن يطيع الله ويتقيه في معاملته لزوجته ويتحمل مسئوليته نحوها علي أكمل وجه, فالذي يقدم الخير يجده والحقيقة أن مثل هذا الخطاب الذي يستغل الدين العظيم في دعم المفاهيم الخاطئة تجاه المرأة والحياة الزوجية يفرز بعض المشكلات الاجتماعية..
القضية وأبعادها ترصدها نصف الدنيا, نماذج مختلفة من الآراء الغريبة التي تندرج تحت مسمي الفتاوي تتبعناها ونعرض نماذج منها كان أبرزها ما تحدث به أحد الشيوخ عبر إحدي القنوات الدينية المعروفة حول تأديب الزوجات مشددا علي أن الإسلام أمر بضرب المرأة وكسر عظامها وهو بالطبع ما لا يتفق وحقيقة هذا الدين العظيم الذي أوصي بالنساء ورتب لهن مكانة كبيرة لا تقل عن الرجل وأخذ يواصل هذا الشيخ حديثه بسرد بعض الروايات التي يحاول استغلالها في فرض وجهة نظره ومنها أن الصحابي الزبير بن العوام كانت له زوجتان من بينهما السيدة أسماء بنت أبي بكر وعندما كان يغضب من أحدهما يقوم علي حد قول هذا الشيخ بربطهما من شعرهما ويضربهما ضربا شديدا.
أما الرواية الثانية التي جاءت علي لسان هذا الشيخ أن رجلا زوج ابنته لأحد الأشخاص ثم سأله عنها فمدحها زوجها فقال له والدها إذا أغضبتك في شيء اضربها بالعصا, وواصل هذا الشيخ خلال حديثه يؤكد أن هذه هي الرجولة وانتقد ما وصفه في المجتمع حاليا زاعما بأن هناك محاولات لسلب الزعامة من الرجل وإعطائها للمرأة موضحا في عبارة غريبة بأنها لا تصلح لأن تقود سيارة حتي تقود منزلا أو ما هو أكبر من ذلك.
ومن الفتاوي المغلوطة حيال الذمة المالية للمرأة ما أفتي به أحد الشيوخ بأن علي المرأة العاملة إعطاء زوجها ثلث راتبها بل إن راتبها من حقه طالما أنه يسمح لها بالخروج للعمل واستقطاع وقت من منزلها.
وفتوي أخري بأنه إذا تزوجت المرأة الفقيرة برجل ميسور الحال فعليه أن يطعمها مثلما كانت تأكل في بيت أبيها بل امتد الأمر إلي حد إنكار حق الزوجة في تحمل زوجها نفقات علاجها وذلك بفتوي أفتي بها أحد الشيوخ في إحدي الهيئات الدينية بدولة عربية بأن أجرة الطبيب وثمن الدواء لا يدخلان ضمن النفقة وإن فعل الزوج ذلك وتحمل هذه النفقات كرم وتفضل منه.
ومن القضايا التي جاء الحديث عنها كثيرا حكم خدمة الزوجة لزوجها, حيث قرر أحد الشيوخ في درس كان يعطيه بالجامع مجيبا عن بعض أسئلة الحاضرين أن ما قرره البعض من الشيوخ حول أن خدمة الزوجة لزوجها من باب التطوع والتفضل قول شاذ لا ينبغي التعويل عليه. هذا إلي جانب انتشار بعض الآراء المؤسفة التي تندرج تحت مسمي الفتاوي بكثرة عبر المواقع الإلكترونية والتي تبيح بعض السلوكيات غير السوية في علاقة الزوجين وهو ما ينكره الكثير من العلماء الحقيقيين.
تقول رانيا موظفة.. زوجي يري أن دور الزوجة الذي خلقت من أجله أن تخدم زوجها وتشاركه في الإنفاق مع العلم أن راتبه كبير وتراعي الأبناء بالتربية, وأن تقوم هي بشراء الغذاء واحتياجات الأطفال, وعندما يطلبها للفراش يجب أن تلبي الطلب فورا حتي وإن كانت تعاني الإرهاق والتعب وإذا لم تفعل فيخبرها بأن الملائكة تلعنها بسبب غضبه عليها, فهو يترك أغلب المسئولية علي عاتقي ولا يعترف بمبدأ المشاركة إلا في راتبي, وعندما أجادله في ذلك وأخبره أن ما يقوله غير صحيح وأسأله إن كان كل هذا فروضا واجبة علي المرأة فما هي واجباتك تجاهي؟ فيكون رده علي أنه لا يأتي بشيء من عنده وأنه اطلع علي ذلك من خلال أحد الدعاة والذي يتابعه ويقتنع بما يقوله ومن خلال قراءاته, وعندما أخبرته بحقوقي الشرعية التي أعطاها لي الله وبضرورة تحمله المسئولية, قال لا توجد آيات قرآنية ولا أحاديث نبوية تدل علي ما أقوله وإذا كان ما أقوله صحيحا فلماذا خلقت؟ فأمامه كان الصمت ردي أما أمام الله فأقول حسبي الله ونعم الوكيل.
وتقول مني ربة منزل تزوجت منذ عشر سنوات وعشت مع زوجي علي الحلوة والمرة ولكنني منذ سنة شعرت بأنني مريضة وأخذني للطبيب مرتين ثم بدأ بعد ذلك يماطل في إحضار الأدوية الخاصة بي مما يجعلني أتناول جرعات الدواء بالكامل فشعرت بالإعياء والتعب وطلبت منه نقودا لأذهب للطبيب فرد علي بأنه لا داعي مادام أنني أعلم الدواء الذي يحتاجه جسمي, ولا أنكر أنني تشاجرت معه فقال لي إنه علم من شيخ الجامع أنه ليس من حقي عليه أن يدفع لي تكاليف علاجي وإنما واجبه أن يطعمني ويأويني في بيته فقط طالما مازلت علي ذمته حاولت حينها إفهامه أن ما يقوله غير صحيح وطالبته بأن يأتي معي إلي الأزهر الشريف للتأكد من هذهص المعلومة المغلوطة التي حصل عليها ولكنه رفض. وابنتي التي تعمل في إحدي الوظائف تحاول مساعدتي قدر إمكانها فأذهب إلي الطبيب فقط في حالة اشتداد المرض علي.
يقول د. حامد أبو طالب الأستاذ في كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر إنكار بعض الدعاة علي المنابر أو في القنوات الفضائية حقوق الزوجة التي شرعها الإسلام لها فيه ظلم بين وخطأ في الفهم كبير حيث لا يصح أن يتحدث الدعاة أو يجيبوا عن تساؤلات الجمهور من المسلمين بناء علي عاداتهم وتقاليدهم الشخصية فالأصل أن التحدث يكون بالفقه والشرع الإسلامي, فالمشكلة الآن فتح الأبواب في بعض القنوات الفضائية والإذاعات والصحف ونحو ذلك لأولئك الذين لا يعرفون من الدين إلا القليل والذين يتحدثون بالأقوال الضعيفة الصادمة للمجتمعات مما يؤدي إلي حدوث حالة من الهياج ويعتقدون أن هذا من الدين, كذلك بعض الصحفيين والمذيعون الذين يرددون الأقوال الضعيفة والتي لا يفتي بها في المجتمعات وإنما وردت في الكتب من أجل الدراسة فقط.
ويضيف د. حامد أعطي الله سبحانه وتعالي لكل إنسان أيا كان نوعه كبيرا أم صغيرا حقوقا وحقوق الزوجات علي أزواجهن كثيرة وبعضها أن تأكل مما يأكل وتلبس بقيمة ما يلبس وأن يحسن معاملتها وألا يضربها ولا يهينها وأن يتحمل مسئولية بيته دون إلقاء كافة الأعباء علي عاتقها ويتقي الله في معاملة أسرتها ونحو ذلك من الأمور, وهذه الحقوق ثابتة بالكتاب والسنة فيقول الله سبحانه وتعالي وعاشروهن بالمعروف فالاسلام العظيم يأمر المسلمين بحسن معاشرة الزوجات حتي وإن كانوا لا يكنون الحب لهن ونجد أن الله سبحانه وتعالي يقول فإن كرهتموهن فعسي أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا. وهذا يعني أن المسلم مأمور بحسن معاشرة زوجته حتي وإن كان يكرهها بل إن الزوج مأمور شرعا بالإنفاق علي زوجته وأن يسكنها في بيت يتناسب ودخله حيث يقول سبحانه وتعالي اسكنوهن من حيث سكنتم كما يأمره بإعطاء الزوجة سائر حقوقها المادية والمعنوية فيأمر الإسلام المسلمين بحسن الخلق حيث يقول النبي الكريم صلي الله عليه وسلم (أحسنكم.. أحسنكم خلقا) وهكذا نجد أن الاسلام يعطي الزوجات حقوقا كثيرة لا نجدها في أي أنظمة أخري, كما أن واجب الانفاق علي الزوج وليس علي الزوجة حيث إن الله اختصه بالقوامة عليها بما ينفق وتكون وفقا لحالته المالية سواء كانت يسيرة أم عسيرة وهو واجب عليه حتي وإن كانت الزوجة غنية لها دخل خاص بها فلا يجب أن تعطي الزوجة زوجها شيئا من دخلها المالي هذا من حيث قواعد الشرع الإسلامي, لكن الإحسان والمعروف والمودة والرحمة التي تكون بين الزوجين تدعو الزوجة إلي أن تشارك زوجها متطوعة اذا كان دخله ضعيفا فإن لم تكن تريد المشاركة في الانفاق علي البيت فليس له أن يكرهها علي ذلك, وإضافة الي ذلك أن خدمة الزوجة لزوجها ليست واجبة عليها وإنما تفعلها تطوعا منها, فالأصل في واجب الخدمة في البيت أن يتكفل الزوج به بأن يأتي بخادم ويتحمل أجره, بل إن الفقهاء ذكروا بأن من حقوق الزوجة علي زوجها أن يأتي لها بخادم ويتكفل بنفقته إن كانت تخدم في بيت أبيها قبل أن يتزوجها ومن تكريم الإسلام العظيم للزوجة أنه علي الزوج الذي تمرض زوجته إعطاؤها أجر من يغزو في سبيل الله ويدل علي ذلك ما حدث مع سيدنا عثمان رضي الله عنه عندما مرضت زوجته السيدة رقية ابنة الرسول ـ صلي الله عليه وسلم ـ ظل يمرضها وتخلف عن غزوة بدر فحزن حزنا عميقا لفوات الغزوة, وعندما علم بذلك رسول الله الكريم دعاه وقال له إن لك أجر من غزا وسهمه, أما بالنسبة لحقوق الزوج علي زوجته فأن تكون أمينة علي أبنائه وأمواله, وتحسن معاملته وأسرته, وألا تدخل بيته شخصا يكرهه الزوج, وتلبي رغباته المباحة دون ضرر ولا إضرار وألا تمتنع عن طاعة زوجها في كل ما هو صحيح ومتاح, وهناك من الأحاديث النبوية الكثيرة الدالة علي وجوب طاعة الزوجة لزوجها, وفي جميع الأحوال هذه الحقوق بين الزوجين متبادلة فإذا كان حق الزوج أن يستمتع فمن حق الزوجة أيضا أن تستمتع بزوجها بذات القدر, وهناك من الأحاديث ما يأمر الزوجين بهذا وينهي الزوجة أن تمتنع عن زوجها بدون حق, أما إذا كان امتناعها لمرض أو عذر ما مثل شعورها بالتعب والارهاق فلا تكون حينها ممتنعة عن زوجها, ويشير د. حامد أن من حق كل من يريد التساؤل سواء من الجمهور أو وسائل الاعلام التوجه للأزهر وغيره من القنوات العديدة التي تكفل الإجابات والردود وفقا للشرع الحكيم فيوجد مركز يسمي المركز الدولي الإسلامي للدراسات السكانية وهو متخصص في مثل هذه الموضوعات المتعلقة بحقوق النساء عموما والأطفال والأزواج ونحو ذلك وتدريسها للدعاة وإتاحتها لكل من يطلبها في داخل وخارج مصر, فتوجد به مؤلفات عديدة لكبار علماء الأزهر الشريف.
في ختام حديثي أنصح الشاب والفتاة المقبلين علي الزواج بضرورة إجراء الفحص الطبي قبل الزواج لأنه مع التقدم العلمي أصبح من الممكن اكتشاف ماقد يكون من الأمراض عند اقترانهما ببعضهما سواء كان المرض في كليهما أو في واحد منهما أو في النسل وذلك ليطمئن الشاب وتطمئن الفتاة علي أن الطرف الآخر ليس به من الأمراض ما يحول دون الحياة السعيدة بعد الزواج, فإذا كان أحدهما مريضا فيقبل علي الزواج وهو علي بينه أما إذا ارتأي أحدهما ترك الآخر لهذه العلة فهذا حق لا يلام عليه أحد فيجب أن يبني الزواج علي أسس واضحة ومتينة.
تقول د. آمنة نصير أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر طالبت كثيرا بتجديد الخطاب الديني خاصة هذه الآراء التي تنطلق من بعض علماء الدين فيما يخص المرأة وحقوقها كزوجة حيث إن هذه الآراء فقهية قديمة وكانت جزءا منبثقا من عصرها وأصبحت مختلفة بالنسبة لعصرنا الآن وللأسف أن بعض الفقهاء لا يدركون هذه الفروق وطبيعتها واختلاف ثقافة كل عصر عن الآخر فلا يصح المناداة بأنه لا ينفق الزوج علي زوجته سوي في إطعامها ولذا أود أن نخرج من التقاط بعض الآراء الشاذة والتربص بها وأن نناقش ونقدم ماهو منبثق من ثقافة عصرنا الآن فقد تغير وضع المرأة في حاجتها الأساسية التي كانت في قرون مضت رفاهية, وكم كنت أطالب أثناء عمادتي لكلية أصول الدين التي تخرج من يعتلي المنابر بتعليمه بضرورة ألا يغترب عن مستجدات العصر حتي يتبين له الأمر ويكون له وعي في تطبيق الشريعة الإسلامية بمفاهيمها الصحيحة.
وتستفيض د. آمنة في حديثها قائلة إنه يجب علي علماء الدين عند ذكر الحقوق التي أمرنا بها الله ووصانا بها النبي ألا ننحاز لطرف علي حساب آخر مثل التذكير دائما بحقوق الزوج دون حقوق الزوجة فهذا يعد غبنا في خطاب من يتكلم به وهو يسيء إلي تماسك الأسرة ولذلك نري الآن مدي اضطراب البيوت فهناك من هم مضطرون للبقاء في هذه الحياة الزوجية من أجل المحافظة علي الأبناء أو بسبب عدم وجود محل سكن آخر فيكون لا مفر عن هذه الحياة التي تعرف طريق السعادة والمودة والرحمة والسكن التي هي أعمدة كل بيت ومن هنا أتوجه لمن يعتلي المنابر أن يراعي أن يكون لديه خطاب رحيم فيه مودة فيساعد الأزواج علي تفادي شقاق البيوت الذي يؤدي الي فساد أجيال بأكملها وتصدير هذه الأجيال المريضة نفسيا واجتماعيا للمجتمع فما نراه الآن قضية مركبة خطيرة فيجب أن يكون هناك اعتدال ووسطية وإعطاء كل ذي حق حقه ومراعاة الله في توصيل المعلومة الصحيحة خاصة عند التحدث في الشريعة الإسلامية, فعندما يقول بعض الفقهاء بأنه ليس علي الرجل أن يعالج زوجته فهذا أمر عجيب أو بعد أخذه شبابها يتركها مريضة دون رعاية وعلاج.. كيف هذا؟ فنبينا محمد صلي الله عليه وسلم كان رحيما في بيته مع نسائه, وهناك مثلا ابن عباس رضي الله عنه الذي قال (لا أحب أن آخذ كل ما لي من حقوق علي زوجتي وإنني أحب أن أتزين لها مثلما أحبها أن تتزين لي) والتزين هنا ليس المقصود الشكل الظاهري بل زينة القول والعمل والصحبة إلي جانب الاهتمام بما تحبه المرأة من الرجل وما يحبه الرجل من المرأة, ثم يعقب علي ذلك بقوله تعالي: ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف فهذه الآية كان يضعها ابن عباس كمقياس أو معيار بعلاقته بزوجته وبناء عليه أتمني أن تكون هناك استنارة ولطف ورعاية جيدة لمثل هذا الخطاب علي المنابر لأنه يشكل وجدان الناس مما يترتب عليه تربية الأجيال بشكل صحي ومستقيم, ولذا أنصح المقبلين علي الزواج بالصدق والوضوح فلا تكون هناك أقنعة وبعيدا عن التمثيل الذي يقوم به كل الأطراف في فترة التعارف والخطبة وهنا أقول لبناتنا إن عليهن احترام الحياة الزوجية بحلوها ومرها وعلي الأسر أن تعين بناتها علي الصبر علي مسئولية البيت والزواج وعلي الزوج مراعاة الزوجة وتحمل مسئوليته تجاهها وتجاه بيته.
تقول د. سهير سند أستاذ علم الاجتماع استناد الرجال إلي بعض الأحاديث الضعيفة التي تتداول في بعض القنوات الفضائية ومن بعض الدعاة في المساجد وتمسكهم بهذه الآراء والأحاديث رغم علم بعضهم بعدم مصداقيتها والتي تنكر معظم حقوق الزوجة المسلمة التي أقرها الله وشرعها لها مثل علاجها عند المرض علي نفقة الزوج ومعاملتها كشريك في الحياة الزوجية وليس كخادمة وغيرها من الأمور أمر غير صحي ولا يحافظ علي استقرار الأسرة فتصبح الحياة بين الزوجين مليئة بالخلافات مما يؤثر سلبا علي أبنائهما من حيث السلوك حيث يتمتعون بسلوك عدواني وعنيف وقد يعانون من الانطوائية والانهزامية والاكتئاب وبالتالي يؤثر ذلك علي تحصيلهم الدراسي وعلي سائر حياتهم فيما بعد, كما أن الله سبحانه وتعالي جعل للرجل القوامة علي المرأة بما ينفق وإذا احتاجت لمرضعة لطفلها فلها ذلك وغيرها إذا كانت حالته المالية ميسورة حيث يأتي كل ذي سعة من سعته ولكن نظرا للظروف الاقتصادية الصعبة التي نحياها فواجب أن يكون هناك تعاون بين أفراد الأسرة فتشارك الزوجة بالإنفاق ولكن برضا منها وليس بإجبارها حتي إذا كان الزوج لديه قدرة مالية فلا مانع من أن تشارك بجزء من راتبها لتكون حياتهما أفضل ولكن ليس باستغلالها مثل ان يدعي انه مديون او غير ذلك فيضطرها ان تنفق علي البيت فهذا نوع من التعسف يدل علي أن مثل هذه العلاقات غير مبنية علي اسس سليمة.
وتري د. سهير أن فلسفة المجتمع التي تفرض علي المرأة أن تتحمل وتصبر أيا كانت المشكلة التي تقابلها مع زوجها مثل الخيانة والبخل ومعاملتها بقسوة وعنف وغيرها فيها إجحاف بحقوقها حتي كإنسانة. كما أنه لا يصح أن تكون هناك تضحية بلا مقابل سواء من الزوج أو الزوجة, ولذلك لابد أن يكون داخل كل بيت درجة من التفاهم وأن يضع الزوجان ويتفقا علي ميثاق لا ينقضاه يحددا من خلاله أسس تعاملهما معا وأن يكون مصدرهما في معرفة حقوق كلا منهما هو القرآن الكريم الذي سوف يجدان في آياته الكريمة ما ينص علي أن الزواج سكن ومودة ورحمة واللجوء لكتب التفسير التي وضعها العلماء الأجلاء مثل الشيخ الشعراوي ومحمد طنطاوي, ويجب أن يعي الزوجان أن كلا منهما جاء من أسرة مختلفة وبالتالي المفروض أن يكون بينهما قدر من التسامح ومحاولة تفهم كل منهما لطباع الآخر والانسجام معا, ومن الأفضل أن تكون بداية ذلك في فترة الخطبة فيضعا القواعد ويأخذا آراء بعضهما في أمور وشئون الحياة, وأن يحاول كل طرف فهم الاخر فيكون هناك حوار واضح لكي لا يصدما بعد الزواج ففترة الخطبة لم تعمل من أجل تبادل كلمات الحب والخروج معا, وإنما من أجل التعرف علي بعضهما البعض, وذلك لكي لا يقعا في مشكلة الطلاق المبكر الذي أصبح مجتمعنا المصري يعاني من ارتفاع معدلاته, فلابد أن يكون هناك درجة عالية من التفاهم والاتفاق علي بعض الأساسيات في الحياة ومنها احترام حقوق كل طرف للآخر.
.................................
عدل سابقا من قبل Admin في السبت نوفمبر 26, 2011 9:06 am عدل 1 مرات | |
|
???? زائر
| موضوع: رد: المرأة هل ضحية الخطاب الديني المتشدد السبت نوفمبر 26, 2011 8:56 am | |
| موضوع جميل جدا يسلموووووووو |
|
minouche156 ضيف شرف
عدد المساهمات : 522 نشاطي بالمنتدى : 49669 8 تاريخ التسجيل : 29/11/2011
| موضوع: رد: المرأة هل ضحية الخطاب الديني المتشدد السبت ديسمبر 03, 2011 12:53 am | |
| مشكور على المعلومات و الموضوع المفيد بانتظار دوم جديدك بالمنتدى اخي لك ودي | |
|