Admin .
عدد المساهمات : 1018 نشاطي بالمنتدى : 50796 21 تاريخ التسجيل : 26/10/2011
| موضوع: الصحاف أمام قوة التحالف السبت نوفمبر 12, 2011 3:14 am | |
| ..........................
صورة من الجزيرة ( حرب الصحاف
وبدأت الحرب البرية بمحاولة قوات مشاة البحرية الأمريكية احتلال ميناء أم قصر في جنوب العراق ، وقد تعرضت القوات الأمريكية لمقاومة عنيفة من القوات الموجودة في أم قصر ، مما عمل إلى تأخر تقدم القوات الأمريكية في العراق مما استدعى بالقوات الأمريكية والبريطانية إلى ترك أم قصر ومحاولة التسلل في الصحراء مثل الأفعى دون الدخول في تصادمات واضحة مع القوات العراقية !! ودعا الرئيس العراقي صدام حسين القوات العراقية إلى ضرب العدو بكل قوة إلى المدى الذي يغدو فيه العدو عاجزًا عن الاستمرار في حربه وأكد صدام حسين في كلمة ألقاها عبر التلفزيون العراقي بعد أربعة أيام من الحرب أن العراق يسعى إلى جعل القتال "طويلاً وثقيلاً" على القوات الأمريكية والبريطانية .. وقال صدام : إن ما يدور بالعراق وضع الحكومات العربية في وضع صعب أمام شعوبها التي تنتابها حالة من الغليان، موضحًا أنه أصبح هناك تساؤل في الشارع العربي حول " أين هي الاتفاقيات التي أقرتها الأنظمة العربية حول عدم السماح للولايات المتحدة بشن عدوان على العراق؟ "، و" لماذا يصمت الحكام العرب على الحرب الدائرة؟ وما هو أسباب العجز الحادث؟".
ولم يكن صدام حسين هو بطل الحرب كما كان متوقعاً فقد ظهر بطل آخر من العراق هو محمد سعيد الصحاف وزير الإعلام العراقي الذي كان يرتدي بزته العسكرية ويظهر دائماً بابتسامة لا مبالية ليتحدث عن الحرب بتحدي وقوة وشجاعة وثقة وهو متأكد تمام التأكد بأن العراق سينتصر في النهاية على الجحافل الأمريكية والبريطانية التي كانت تتغلغل في العراق مبتدئة حركتها من الشمال ومن الجنوب وباتجاه العاصمة بغداد !! ولم تكن النجاحات الأميركية والبريطانية التي تتحدث عنها المصادر ووسائل الإعلام الأمريكية والبريطانية تعني شيئاً بالنسبة للصحاف الذي كان ينفيها دائماً ويعلن وبثقة وبأسلوب قوي ومقنع بأن شيئاً من هذا لم يحدث ، وبأن العراق مازال قوياً ومتماسكاً ويلحق الخسائر والفجائع المتتالية بالقوات الغازية !! وبالرغم من أن القوات الأميركية دخلت بعدها مجمعا رئاسيا في وسط بغداد وتوغلت الدبابات في شوارع العاصمة العراقية على بعد مئات الأمتار، بدت الثقة على الصحاف وهو يقول للعالم إن الغزاة سيذبحون ..! وقال الصحاف للصحفيين الذين تجمعوا فوق سطح مبنى وزارة الإعلام : ( إن الأوغاد ينتحرون بالمئات على بوابات بغداد ) .. ولم يروعه الدخان الأسود المتصاعد من ورائه في وسط بغداد ، وأصوات القتال التي تدوي في العاصمة العراقية وهو يعلن أن المدينة ما تزال آمنة !! وكان الصحاف الذي يظهر مرتديا زيه العسكري يوجه الشتائم للقوات الأميركية والبريطانية ويصفهم بالمخبولين والعلوج والطراطير والأوغاد والمرتزقة وما إلى ذلك من التسميات التي كانت تضحك المواطن العربي والذي كانت تأخذه حماسته وعاطفته إلى تصديق أغلب ما كان يقوله الصحاف حول طبيعة سير الحرب ..! وأصبح الصحاف الذي لم يكن مشهورا قبل الحرب نجما إعلاميا وبطلا في كثير من أنحاء العالم العربي والعالم ، وفي الوقت الذي كانت تقاتل فيه القوات العراقية في ميدان المعركة كان الصحاف يكيل الشتائم للقادة البريطانيين والأميركيين فهو يصفهم «بالغزاة الأشرار» و«عصابة الأوغاد الدولية» و«مصاصوا الدماء» و«المستعمرون الخاسئون» ويصف القوات الأميركية والبريطانية بقطعان الخراف المقدر لها أن تقتل في العراق أو يشبههم بالأفعى التي تزحف في وسط الصحراء دون هدف وستقطع إلى أجزاء ! الغريب في الأمر أن كذب هذا الرجل كان يصدق وكان الجميع متعاطفاً معه ويصدقه لدرجة أن الرئيس الأمريكي جورج بوش قال أنه كان يسارع إلى سماع الخطابات والمؤتمرات الصحفية التي كان الصحاف يعقدها ليضحك ويفرج عن نفسه قليلاً من مشاغل وأعباء إدارة الحرب القائمة في العراق !! وكثيراً ما كان يصيب الصحاف المراسلين الأجانب بالدهشة من روايته للأحداث عندما يصف الروايات الأميركية والبريطانية للحرب بأنها أكاذيب وأوهام ليس لها أي دليل من الصحة بل وإنه يصفها بأنها كانت مجرد حلقة في سلسلة الحرب الإعلامية ... وبينما كان الصحاف يخرج على شاشات التلفاز مرة تلو الأخرى ويدعو العرب إلى التصديق بالأكاذيب التي كان يقولها كانت الولايات المتحدة تتقدم بقوة وبسرعة في الأراضي العراقية وهي تؤكد أن أغلب الإصابات والخسائر التي لحقت بها كانت بنيران صديقة .. ! وبينما يستمر تقدم القوات الغازية باتجاه بغداد بالالتفاف على المدن العراقية دون الدخول فيها سقطت مجموعة من المدن العراقية بأيدي قوات التحالف مثل البصرة التي لم تستطع الصمود وهي تعاني من نقص في المواد الغذائية والمياه وانقطاع الكهرباء فيما واصل محمد سعيد الصحاف نفيه لأي من هذه الأنباء ومازال يتهم ( العلوج ) بالكذب والافتراء وهو يتوعدهم بالموت والانتحار على أسوار بغداد إلى أن بدأت معركة المطار ..
.............. ..................... | |
|