سميره احمد .
عدد المساهمات : 722 نشاطي بالمنتدى : 50044 12 تاريخ التسجيل : 27/10/2011
| موضوع: ذكرى رحيل الكسندر صاروخان الثلاثاء نوفمبر 08, 2011 11:32 pm | |
| ــــــــــــــــــــــ ذكرى رحيل الكسندر صاروخان
فنان مصري أرمني وُلد في قرية (أردانوش) في أقصى شمال شرق تركيا في 1 أكتوبر 1898، تلقى تعليمه في مدينة (باطوم) ثم انتقل إلى استانبول وانتسب إلى معهد المختارين الليليين عام 1915، وفي عام 1922 انتقل إلى فيينا حيث درس فيها الرسم ثم انتقل إلى الإسكندرية عام 1924 استقر في مصر بشكل نهائي وحصل على الجنسية المصرية عام 1955.
انشغل صاروخان بالرسم منذ الصغر، فأصدر مع أخيه الأصغر (ليفون) جريدة أسبوعية منزلية من أربع صفحات (من عام 1910 حتى عام 1912) حيث تولى ليفون تحريرها كلها، أما صاروخان فكان يقوم برسم الصور الكاريكاتيرية!
عمل صاروخان مترجماً للغات الروسية والتركية والانجليزية بالجيش البريطاني منذ عام 1918، واستمر على ذلك حتى عام 1921 وكان أثناء هذه الفترة يسعى لنشر رسومه الكاريكاتيرية في احدي الجرائد والمجلات الأرمينية.
تحت ضغط الاضطرابات السياسية التي شهدتها تركيا قرر صاروخان في عام 1922 أن يرحل إلى النمسا ليلتحق بمعهد الفنون الجرافيكية بفيينا، حيث تمكن في فترة تقل عن عامين من انجاز ما قد ينجزه آخرون من طلبة الفن خلال أربعة إلى خمسة أعوام من الدراسة الأكاديمية المتواصلة. وخلال أقامته بفيينا التقى مع المثقف المصري عبدالقادر الشناوي الذي كان مولعاً بالصحافة، وتم الاتفاق بينهما على أن يأتي صاروخان إلى مصر.
في عام 1926 قدر أن يقيم معرضاً لأعماله الفنية التي ضمت حوالي 90 لوحة مرسومة لشخصيات أرمينية شهيرة في مصر، وقد لفت هذا المعرض انتباه الأوساط الفنية والصحافية في مصر، مما دفع الكاتب الصحفي الراحل محمد التابعي رئيس تحرير روزاليوسف آنذاك إلى اصطياد هذا الفنان صاحب الموهبة المتألقة، ليكون رسام المجلة الأول. وهكذا، التحق صاروخان بروزاليوسف عام 1927 وظل يمدها بالرسوم الكاريكاتيرية التي تفضح مؤامرات أحزاب الأقلية وتخاذل السرايا وتندد بالاحتلال الانجليزي البغيض، وفي فترة قصيرة تعلم الرجل لغة أهل البلاد، وانحاز إلى البسطاء، وأصبح وفدي الهوى.
في عام 1934 ترك التابعي مجلة روزاليوسف، اثر خلاف حاد مع صاحبتها وقام بتأسيس مجلة (آخر ساعة) وبالطبع كان صاروخان هو نجم المجلة الجديدة بعد أن رسخ أسلوبه الكاريكاتيري الذي أصبح يعتمد على قوة الحظ، والتقاط الملامح الشخصية المميزة لوجوه المشاهير، علاوة على ابتكاره لشخصية (المصري أفندي) كتلخيص للشعب المصري كله، وقد كان صاروخان موفقاً عندما رسم (المصري) مرتدياً نظارة دلالة على كونه مثقفا، ويمسك بيده مسبحة رمزاً لحسه الديني.
يعتبر عام 1946 عاماً حاسماً في حياة صاروخان حيث التحق بمؤسسة (أخباراليوم) إثر إفلاس (آخرساعة) التي اشتراها مصطفى وعلي أمين ليلحقاها بمؤسستهما، ومن يومها لا يمكن أن تصدر جريدة الأخبار دون أن تزينها رسوم صاروخان. ومع مجيء ثورة يوليو 1952 انحاز صاروخان إلى مبادئها الداعية للتحرر الوطني والقومية العربية واحتفى بقيادتها من خلال رسومه الكاريكاتيرية المتعددة.
لم يترك صاروخان مجالا من مجالات التعبير، إلا وساهم فيه بنصيب وافر، ففي مجال الكاريكاتير السياسي أصدر صاروخان عام 1945 كتاباً بعنوان (هذه الحرب) قدم فيه رأيه الساخر وإدانته الصريحة لويلات الحرب العالمية الثانية من خلال رسومه البديعة.
وفي مجال فن البورتريه، رسم صاروخان مئات الشخصيات الشهيرة في كل المجالات، فالبورتريه الذي رسمه لسيدة الغناء العربي أم كلثوم، يثبت براعة هذا الفنان في الإمساك بأدق ملامح الشخصية من خلال خطوط قوية جريئة، لينة أحياناً وحادة أحياناً أخرى، تبرز بشكل ساخر، علاقات أعضاء الوجه مع بعضها، وفي هذا العمل لم ينس صاروخان أن يرسم المنديل الذي كانت تمسك به أم كلثوم دائما عندما كانت تشرع في الشدو أمام الجمهور. هذا، وقد قدرت الدولة المصرية الفنان الأرميني ومنحته الجنسية عام 1955.
وفي أول يناير عام 1977 رحل صاروخان عن عالمنا، بعد أن أمتع مئات الآلاف من الناس يوميا برسومه الكاريكاتيرية الناصعة، في الوقت الذي لا يحظى فيه أهم فنان تشكيلي الآن بأكثر من مائة زائر لرؤية أعماله.
ــــــــ ــــــــــــــــــــ | |
|