Admin .
عدد المساهمات : 1018 نشاطي بالمنتدى : 50796 21 تاريخ التسجيل : 26/10/2011
| موضوع: معركة تولوز الثلاثاء نوفمبر 08, 2011 4:51 pm | |
| ــــــــــــــــــــــــــ
من ذي الحجة 102هـ ـ 9 يونية 721م
مفكرة الاسلام: لم يكد المسلمون يستقرون في بلاد الأندلس بعد فتحها المبين سنة 92هـ حتى أخذت أصابع الفتنة تعبث بهذا الاستقرار، وأخذت العصبية القبلية والعرقية تنزغ بينهم، واشتعلت الصراعات الداخلية من ناحيتين: بين العرب والبربر من ناحية، وبين العرب قيسية ويمانية من ناحية أخرى، واضطربت الأوضاع بشدة حتى تولى الخليفة الراشد «عمر بن عبد العزيز» الأمر فعزل والي الأندلس «الحر بن عبد الرحمن الثقفي» والذي تسبب بسوء إدارته للبلاد لاشتداد الفتنة، وعيَّن رجلاً صالحًا هو «السمح بن مالك الخولاني» وجعل الأندلس ولاية مستقلة تابعة للخلافة مباشرة بعد أن كانت تابعة لولاية إفريقية.
كان السمح حاكمًا وافر الخبرة والحكمة والعقل فقبض على زمام الأمور بحزم ودهاء وهمة فقمع الفتن وأصلح الإدارة والجيش، ثم قرر «السمح» أن يوسِّع رقعة دولة الإسلام في الأندلس وذلك بمد الفتوحات الإسلامية لما بعد جبال البرانس أو ألبرت حيث جنوب فرنسا، وفي سنة 101هـ قاد السمح حملة عسكرية كبيرة افتتح بها جنوب فرنسا من ناحية الشرق وقضى على كل قوة اعترضت طريقه، وبعدها قرر مهاجمة مملكة «أكوتين» أو مملكة الفرنج الجنوبية وكانت مدينة «تولوز» هي أحصن مدن المملكة وقاعدتها، وكانت هذه المملكة ممتدة من نهر اللوار إلى جبل البرانس.
بعد أن افتتح المسلمون إقليم «سبتمانيا» أقاموا بها حكومة إسلامية وتركوا للنصارى حرية التحاكم إلى شرائعهم واكتفوا بالجزية، واتجهوا بعدها لمملكة «أكوتين»، وحاولت قبائل البشكنس منع تقدم المسلمين ولكنهم فشلوا رغم المقاومة الباسلة، وفي هذه الفترة قام الكونت «أودو» زعيم مملكة «أكوتين» بتجهيز جيش ضخم للتصدي للمسلمين وخرج به إلى ظاهر تولوز استعدادًا للمعركة.
وفي يوم 9 من ذي الحجة سنة 102هـ التقى الجيشان بظاهر تولوز في معركة عنيفة وكان المسلمون قد قلت أعدادهم بسبب المعارك الكثيرة والحاميات التي تركوها في المدن المفتوحة، ورغم هذه القلة كاد المسلمون أن يحققوا انتصارًا رائعًا لولا سقوط القائد البطل «السمح بن مالك» شهيدًا في أرض المعركة فاضطربت صفوف المسلمين واختل نظام الفرسان ووقعت الهزيمة بقدر الله وحده على صفوف المسلمين ولكن بعرف الحروب لا تعتبر هذه المعركة هزيمة للمسلمين بل غاية الأمر أنهم فشلوا في فتح «تولوز
ـــ ــــــــــــــــــــــ | |
|