سألوني عن شبابي فقلت : حزن و تفكير , و ملل ووقت يضيع ..
فالحلم يبدو صعب , و الهدف مركبة تنتظر سائق لن يأتي !!
قالوا : كيف و هو مرحلة قوة ؟
قلت : للقوة أحكام فإن ذهبت القوة بغير محلها فلا فائدة منها , وإن لم تجد من يسيرها خفت بريقها .
قالوا : كيف و هو مرحلة نضج العقل ؟
قلت : نضج العقل ليس من الضروري أن يصاحب هذه المرحلة ,
فليس تطور الجسم يعني تطور العقل معه !
فمن هنا نبدأ التعلم , لنتعرف على ما تخفيه الحياة , و ما سبق
هذا كان كله كان أبجديات لا غير.
قالوا : كيف و هو مرحلة التحرر و اتخاذ القرار ؟
قلت : التحرر ... ؟؟ آه من هذه الكلمة , هذا التحرر من جعلنا نضيع
جعلنا نتحرر للإنقياد وراء المحرمات , جعلنا نتحرر لنتبع الغرب الذي سيطر على عقولنا و أفكارها
التحرر جعلنا نتحرر من كتاب الله و سنة نبيه و نتبع كتاب
العلمانية و التحضرللتحرر شؤون تقيده عند اللزوم ,
التحرر يعني تحرر العقول من الجهل و الجاهلية و عاداتنا السيئة و غيرها
و ليس أن نفعل ما نشاء فللحياة منطق يحكمها .
قالوا : و لما نراك متشائما بكلماتك يائسا من حالك ؟
قلت : يا ليت قلبي يحكي عوض لساني فقد يكون تعبيره أدق و أوضح ...
لست متشائما على حالي فأنا بالأخير مخلوق سيتوارى تحت التراب وحيدا
و لكنني أخشى على أمة بأكملها , فنحن قد ضعنا بزمان , لم نعرف فيه مبادئنا و لا تعاليمنا , ولم نتمسك
بكتاب خالقنا و سنة نبينا , أخشى أن نضيع بين سطور حياتنا وننصهر في حضارة غيرنا ,
أخشى أن لا نفرق يوما بين معصية وشبهة و حلال , أخشى أن ننسى لما خلقنا و إلى أين مصيرنا .
قالوا : كلمة أخيرة ...
قلت : ليت للكلام نهاية نضع معها نقطة غليظة .. قد تعجبون مني أصرح بجانبنا السلبي !!
ولست أقصد بالضرورة الجميع , فما زال من شبابنا من هو مثال
للنضج و الاجتهاد و الخلق , و ما زال لدي خيط رفيع من الأمل
لأرى أبناء أمتي بين الشعوب تحلق عليا بشموخها و أرى علما موحدا يجمع شملنا , و حينها سأردد
قوله تعالى :-
"كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف و تنهون عن المنكر "