وفيه الثبات وفيه الولاء
وأما ابن آدم أو بنته
فإنهما في الخطايا سواء
وثقت بكلب شريد أتاني
ليطلب بعض بقايا الغذاء
ولما استجبت وأطعمته
ورويته بعد هذا بماء
تكلم ذيل له شاكرا
فقلت: نعم إننا أصدقاء
وحين تأكد أني كريم
وأني سمحت له بالبقاء
تقلد منصب حارس بيتي
وهدد من يعتدي بالجزاء
ورحب بالزائرين جميعا
وويل لمن يستثير العداء
وظل وفيا لآخر يوم
وحين أنادي يجيب النداء
ولما مضى سال دمعي وذابت
حشاشة قلبي وغاب الضياء
ولم يأنف الشعر من مدحه
فكلبي الوفي استحق الرثاء
وأما ابن آدم أطعمته
وقلت : أخ يستحق العطاء
فلما تخلص من جوعه
وآنس في بطنه الامتلاء
تحول من جائع بائس
إلى ذئب بر كثير العواء
وعض ذراعي التي أطعمته
فلما رأيت نزيف الدماء
تذكرت كلبي الوفي وهبت
على نار حزني رياح الشقاء
لماذا؟؟يظل السؤال وتبقى
علامته في جبين الصفاء
لماذا عن الناس أبعد حب
وخانوا ولم يشعروا بالحياء
كأن الخيانة صارت لديهم
طريق المعالي ودرب العلاء
لماذا؟ سألت السماء وإني
قريبا سأسمع رد السماء
من ديوان (لماذا؟؟)
للشاعر الدكتور مانع سعيد العتيبة