((عندما يتنفس الصمت))
ترحل عصافير الأفكار لتحط على شجرة غارسة
جذورها في أرض جديدة لتنعش أغصانها بماء الأمل والهدف المنشود
((عندما يتنفس الصمت))
ترنو النفس لأستراحة تلتقط بها أنفاسها أمام مرايا العقل المتكسرة والبالية
((عندما يتنفس الصمت))
يعم الهدوء والطمأنينة على جميع أنحاء ذلك الجسد المتهالك ... إلا مطار
( القلب ) وعاصمة ( العقل)
فـ هذه المواقع يجتاحها تسونامي الماضي والحاضر في آن واحد
((عندما يتنفس الصمت))
تتصاعد الصرخات
فهذه صرخة ولادة جرح جديد
يردد صداها
صرخة آخرى لتعلن ترنح قلب تمزقت أوراقه كـ تمزق أيامه
((عندما يتنفس الصمت))
تتسارع النفوس لأقتناص هذه الفرصة
فــهناك نفس تحلم بــ غداً مشرق
وتلك تضمد جراحها لتعود لمعركة الحياة
والأخرى تحتضن آلامها لكي تحتفظ بهن وتحميهن من هذا الجنون المتــسارع
كونهن أغلى ما كسبت
وتلك تحاول منع الدنيا بأسرها من أكمال لوحة وداع.
وأخرى تمّني أحلامها بأقتراب اللقاء المنشود
((عندما يتنفس الصمت))
تتسع مساحة الأفكار وتستنفر جيوشها لتفتح وتغزو
مدن كانت ترتبط معها بـ هدنة ومواثيق سلام أبدي
((عندما يتنفس الصمت))
تعود تلك الأسلحة لجفيرها والعتاد لمخازنه ليتسنى رسم خطة جديدة لتلك المعركة المسماة (الحياة).. وليتسنى لها أحصاء الخسائر المتراكمة بين ( قبل ) ــ وــ ( بعد ) , ولترسم ملامح البيان الأول بعد تلك النكسة
((عندما يتنفس الصمت))
ترتسم ملامح رحلة جديدة على أرصفة الأيام و تجمع النفس كل الصور المتناثرة المتطايرة بين طرقاتها لتجعل منها غطاء تخدع نفسها بنظرية حمايته لها من برد كوابيس الرحلات القادمة
مما راق لي
((عندما يتنفس الصمت))
تنفض الأماني غبار الواقع لينبض شريان الأمل الوهمي
ليعيد تلوين تلك اللوحة من جديد ويبدل ألوانها الباهته بألوان الوهم
((عندما يتنفس الصمت))
تتلاطم أمواج الرؤى لتنعدم الرؤية للحصول على أكبر عدد من الضحايا بين الخواطر المتسارعة
والمتصادمة على ذلك الطريق المتهالك الواقع بين القلب والعقل