حدثتنا منيرة قائلة لي إطلالة جميلة وذوق مميز يا ما ضربوا به الأمثال في محيطي الإجتماعي
يساعدني في التفنن بالذوق إمتلاكي لقوام جميل متناسق .... كنت أتمنى لو أن قامتي أطول بعشرة سنتمتر .... لكن طولي المعتدل نوعا ما ( ما عاقني )
في المناسبات غالبا ما أكون محط الأنظار ... وهذا مدعاة لفخر زوجي بي من غير أن يتباهى علانية أو يمدحني أمام الناس ... لكني أشعر بذلك من نظراته التي تفضحه .
كنت كذلك لمدة عشرين عاما ثم غزتني الشحوم و..و..مؤخرا إنضمت لنا كنة جديدة ( مرت حماي ) جميلة ولا تقل ذوقا عني ولا أناقة
والطريف إن أسمها منيرة على إسمي
دخول الكنة الجديدة بستايلها الشبابي وألوانها الجريئة وطريقة تصفيف شعرها المودرن وإكسسواراتها وماكياجها .... أحدث ثورة داخل منزل العائلة الكبير
دخولها علينا كان كالنسمة المنعشة الندية ... أسعدتنا ... وأحسسنا بالراحة لها
بناتي صاروا يسألونها من أين هذا ؟ وكيف عملت كذا ؟ ويقلدون ستايلها
لم أمانع أبدا لكن الكارثة والمصيبة التي لم أهضمها أبدا .... كانت مقارنة زوجي بيني وبين منيرة الصغيرة ( كما نطلق عليه بالمنزل )
زوجي صار يطالبني بطلاء أظافري مثلها ويقول : سوي أطراف أظافرج بيض مثلها ( يقصد المانيكير الفرنسي )
ومرة قال لي : أظن طريقة شعر منيرة الطويل تلوق لك ... ليش ما تطولين شعرج ؟
ومرة قال : تعلمي إنتي وبناتج من منيرة إشلون تحط مكياجها ؟جاريته بطلباته بقدر إستطاعتي ... وأنا أفكر ... كيف أخرج زوجي من حالة المقارنة هذه .... حتى هداني الله لحل إستوحيته من أحد مسلسلاتنا المحلية !
إتفقت مع خادمتي ... وطلبت منها أن تسلمني كيس ورق كبير لأحد المحلات الفاخرة إذا شاهدتنا أنا وزوجي نشرب شاي العصر !
في الوقت المحدد لتطبيق الخطة ... جلسنا أنا وزوجي نشاهد التلفزيون ونشرب الشاي بسلام
حتى جاءت الخادمة وقالت : ماما ... هذا درايفر يقول هذا كيس يعطي حق ماما منيرةأنا : يا بختي ... كيس هالكبر لي ... يا الله إرزقنا
أفتح الكيس وأخرج علبة أظافر تركيب مطلية بطريقة المانيكير الفرنسي
أنا : هو ... أظافر تركيب ؟ من مطرشهم لي ؟ وإشلون أركبهم ؟
أدخل يدي داخل الكيس وأخرج كيسا به خصلات شعر تركيب
أنا : شعر مستعار ؟ هذا مو لون شعري ؟ أخاف غلطانين مو لي هالكيس!
أدخل يدي وأخرج علبة رموش صناعية !!
أنا : واي ... هذا شنو بعد ؟ من حقة كل هالأشياء التركيب ؟
أدخل يدي وأخرج آخر ما في الكيس ... حذاء بكعب عالي جدا
أنا : الله كل هذا كعب ! .... وبعدين هذا مو مقاسي ؟!وأمثل أنني تذكرت شيء وأتابع أكلم نفسي : وي ... لا يكون هالأغراض حق منيرة الصغيرة وجابوها لي بالغلط ؟ وي ... أثاري كل هالكشخة تركيب في تركيب !!!
زوجي كان صامتا طوال الوقت ... يرسل نظراته ليرى ماذا أخرج من الكيس وهو يتظاهر بتغيير المحطات التلفزيون !!! حرصت أن لا أوجه كلامي له أو أطلب منه أن يشاهد شيء ... وحرصت أكثر أن أكلم نفسي وأتعجب من كل ما أخرجه من الكيس وأقلبه بين يدي وأمام عيوني !
ناديت على الخادمة وقلت لها : هذا حق ماما منيرة صغيرة .... روحي وديه لها وقولي لها سوري أنا يوديه غلط حق ماما منيرة كبيرة !
طبعا الخادمة لم تذهب لمنيرة الصغيرة كما أفهمتها أمام زوجي
لأن الأغراض كلها كانت هدية مني لخادمتي :أما زوجي ... فلم ينطق بعدها أبدا مطالبا بتقليد منيرة الصغيرة
بالعكس صار يردد يا زين الطبيعي ..اسفه طولت عليكم ومنقول لعيونكم