قال الله تعالى
" ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد "
و قال النبي صلى الله عليه وسلم
" من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر فليقل خيراً
أو ليصمت"
أخواتي ...
موضوعنا في هذا اليوم عن عضو من أعضاء الإنسان
تكثر منه الزلات و تتعدد منه الآفات
و تكثر منه الأخطاء إنه عضو
" اللسان " .
لا يعلم في الإنسان عضو تأتي منه المعاصي
الكثيرة إلا هذا العضو و ربما يقاربه
" عضو القلب "
فاللسان له آفات كثيرة و لهذا أمرنا
النبي صلى الله عليه وسلم
بالصمت إلا إذا كان الكلام خيراً قال
" و من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً
أو ليصمت " .
و لهذا الإنسان لو استطاع أن يتحكم في لسانه فمنعه الشر
كان بعيداً عن النار قريباً من الجنة
لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لما قال
لمعاذ
" كف عليك هذا "
و أشار إلى لسانه
قال معاذ
و إنا لمؤاخذون بما نتكلم به ؟
فقال
ثكلتك أمك و هل يكبُّ الناسَ في النارِ
على وجوههم إلا حصاد ألسنتهم "
رواه الترمذي.
فالألسنة لها حصاد لأن الإنسان يزرع
بلسانه الحسنات و السيئات
ثم الحصاد يوم القيامة فإن زرعت بلسانك الحسنات
كان حصادك الجنة
و إن زرعت بلسانك السيئات كان حصادك النار .
لأن اللسان له آفات كثيرة و تصدر منه ذنوباً عظيمة
فقد أعطى النبي صلى الله عليه وسلم جائزة
و ضمان لمن يحفظ لسانه
أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال
" من يضمن لي ما بين لَحيَيَهْ
و ما بين رجليه أضمن له الجنة "
و من آفات اللسان
" الكلام بالفحش و السب و اللعن و الشتم "
إن بعضاً من الناس هداهم الله إلى سواء الصراط
إذا غضب على أحد اعتاد أن يسبه أو يشتمه
و ربما لعنه و نحوها.
و من آفات اللسان التي يقع فيها كثير من الناس
" الغيبة و النميمة "
و قد نص بعض العلماء أنهما من كبائر الذنوب
و الغيبة إذا وُجدت في المجتمع يدل
على عدم الأخوة بين المسلمين
لأن الغيبة معناها
أن تتكلم على أخيك في غيابه بما يكرهه من الكلام
و قد شبَّه الله الشخص الذي يغتاب أخاه شبهه
بإنسان يأكل لحم الحيوانات الميتة
و هذا منظر بشع و منظر مستقذرٌ
و معظم معاصينا و ذنوبنا في " الغيبة "
و لهذا من صمت نجا
كما أخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم .
و لم يمنع الله علينا الكلام لكن الكلام
في الحرام حرام
و الكلام في الناس فيما يكرهونه حرام
بنص القرآن وسنة سيد الأنام
فعلى المسلم العاقل الذي يفكر في مصيره
أن يحفظ لسانه من الغيبة و من الكلام
في فلان و فلان
فإذا رأى عند أخيه خطأً أو عيباً نصحه سراً
فيما بينه و بينه ولا يشهر به بين الناس
و يتكلم عليه في المجالس ...
فإن هناك يوماً للحساب
ربما تتآكل علينا الحسنات وتذهب إلى غيرنا
و أما النميمة فهي شريكة للغيبة
و النمام يعذب في قبره كما أخبرنا بذلك نبينا
عليه الصلاة والسلام .
فقد مر الرسول صلى الله عليه وسلم
بقبرين يعذبان
فقال و ما يعذبان في كبير أما أحدهما
فكان يمشي بالنميمة بين الناس "
و الحديث صحيح متفق عليه .
و كذلك الله يقول
" و لا تطع كل حلاف مهين . هماز مشاء بنميم "
فالنميمة من آفات اللسان
احذروها تفلحوا و احفظوا ألسنتكم
أسأل الله أن يحفظ علينا ألسنتنا
وأن يحفظ علينا أعراضنا
وأن يحفظ علينا بيوتنا
وأن يغفر لنا ذنوبنا..
استغفروا الله وتوبوا إليه ...