قال علماء أثار مصريون إن ثكنة عسكرية مبنية بالطوب اللبن والقواقع البحرية اكتشفت في صحراء سيناء ربما كانت مفتاحا للعثور على شبكة من الدفاعات الفرعونية عند البوابة الشمالية الشرقية لمصر القديمة. ويقول علماء اثار اكتشفوا الثكنة التي يبلغ عمرها 3500 عام حيث كان من الممكن أن يتمركز بها ما يصل إلى 50 ألف جندي في أوقات الأزمات انهم يأملون أن تساعد الكتابات المحفورة في معبد الاقصر في العثور على مواقع اخرى مماثلة. لكن معرفة موقع الثكنة في مدينة ثارو القديمة في المنطقة التي كانت خصبة في الماضي بمصر حيث كان احد فروع نهر النيل يلتقي مع البحر المتوسط ضروري لمعرفة اين يبدأ البحث. وقال محمد عبد المقصود رئيس التنقيب عن الاثار في منطقتي الدلتا وسيناء عرفنا من النقوش على معبد الكرنك ان مدينة ثارو كان بها اثنان من التحصينات الدفاعية يقع نهر النيل فيما بينهما. وكان فراعنة مصر في تاريخهم الذي امتد ثلاثة الاف عام يعبرون سيناء في احيان كثيرة ليقاتلوا الحيثيين والحضارات الاخرى في منطقة تشمل الان فلسطين ولبنان وسوريا والاردن والعراق. وقال عبد المقصود استخدمت المدينة لحماية مصر وكبوابة الى الدلتا. وكانت موقعا للسيطرة. واذا اردت عبور النيل تطلب الاذن قبل ان تعبر الجسر. ومعظم التحصينات المصرية في ذلك الوقت كانت تبنى من الحجارة غير المتوفرة في سيناء. لذا استخدم الفراعنة القواقع البحرية في تدعيم الطوب المصنوع من الطين لبناء الثكنة مع جدار سمكه 15 مترا وارتفاعه 12 مترا لاحباط اي هجوم. وقال عبد المقصود ان الاكتشاف والتنقيب الكاملين عن المنشآت العسكرية الفرعونية المحتمل وجودها في سيناء قد يستغرق 15 عاما لكنه يتوقع أن يعثر على المزيد من المواقع. وتبعد الثكنة المسماة تل هيبوا حاليا نحو 15 كيلومترا عن الساحل ولم يعد لفرع النيل هناك وجود. وقال عبد المقصود ان القلعة استخدمت اولا كقاعدة لطرد المحتلين الهكسوس الذين احتلوا مصر نحو 120 عاما بين عامي 1620 و 1534 قبل الميلاد والذين كانت عاصمتهم في الدلتا. وينظر الى طرد الهكسوس على انه بداية لمملكة جديدة. وقال عبد المقصود عندما حرر المصريون بلادهم كان هذا عمل عسكري هام جدا قام به الملك احمس الاول ضد مدينة ثارو هنا. وقامت القلعة في وقت لاحق بدورهام في العمليات العسكرية ضد الحيثيين ابان عهد الملك رمسيس الثاني خلال الاسرة الفرعونية التاسعة عشرة. وقال عبد المقصود ان نحو 30 الف مدني كانوا يعيشون في المدينة المجاورة التي كانت مركزا تجاريا رئيسيا ويحتوي الموقع على رفات بشرية ولتماسيح وبقايا اعمدة معبد واوان فخارية محطمة. وقال عبد المقصود كانوا يبيعون النبيذ الفاخر القادم من هذه المنطقة في العصر الفرعوني. وهذا موصوف في مقبرة توت عنخ امون. وقال عبد المقصود ان الفرنسي فريدناند دي ليسيبس اكتشف حجرا كبيرا منقوشا في هذه المنطقة خلال عمليات حفر قناة السويس في الخمسينات من القرن التاسع عشر وقام بتحويل مسار القناة ليحافظ على الموقع.