استندت الدكتورة، هبة عبد المجيد، الباحثة الاجتماعية بمركز الأسرة المختص بالأبحاث الزوجية، في دراستها على اعتراف صريح من 215 زوجة ضمن 500 بأنهن يُعانين من عصبية المزاج لأوقات وساعات ت ا اعتمدت الدراسة طول، مما يشكل ضغطًا على العائلة، ويتسبب في الكثير من المشاكل، وتضيف الدراسة: «وإن كن لا يقصدنها، ولا يعرفن لها سببًا مباشرًا»، كم في فصل من فصولها الثلاثة على تصريح من 305 أزواج ضمن 500 بأن عصبيتهم زائدة على الحد، ولا يملكون القدرة -وقتها- على التحكم فيها معترفين بتأثيرها السيئ على علاقتهم الاجتماعية، والأهم علاقتهم بزوجاتهم والأبناء!
أمام هذه الأرقام الصريحة من جانب الطرفين معًا، توصلت الباحثة إلى أن 69 % من المشاحنات، والتي تصل -أحيانًا كثيرة- إلى ساحات المحاكم، ترجع لانفلات الأعصاب وثورة الغضب، حيث ينطلق اللسان بما يسيء، وتمتد الأيدي لتهين!
أسباب عصبية الزوجة
تُجزم الباحثة في دراستها أن هذه العصبية التي تنتاب بعض الزوجات ما هي إلا انعكاس لما تشعر به من قلق وتوتر وخوف أو ضغوط نفسية بداخلها، ثم تحصرها الباحثة بعد ذلك في عدة نقاط:
صفات الزوج السلبية: فطبيعة العلاقة التي تربطها به لها تأثير كبير؛ وإن شعرت الزوجة بأنه يهملها، أو أنها لم تعد مرغوبة منه، وأن نظرته إليها اختلفت بعد الولادة أو مرور سنوات قليلة من الزواج عما كانت عليه.. انتابها شعور بعدم الأمان، والخوف من عدم استمرار زواجها؛ مما يولد العصبية بداخلها.
أسلوب حياة تربت عليه: فقد يكون المزاج العصبي عادة ورثتها الزوجة، ولا سبيل للتغلب عليه، أو بسبب مرضي.
الالتزامات الاجتماعية: هي الأخرى مع الأعباء المنزلية تسبب زيادة الضغوط النفسية، يقابلها عدم قدرة على ترتيب الأولويات وإنجاز المهام.
صغر السن: فهؤلاء الزوجات لا يملكن استعدادًا كافيًا لتحمل مسؤولية زوج وبيت وأبناء، فتُثار عصبيتهن لإحساسهن بالذنب والتقصير، حيث تتزايد نسب الطلاق في العام الأول والثاني من الزواج.
حالات القلق والتوتر: وهي تنتاب المرأة بعد الخمسين أو الستين، تشعر حينها بضياع عمرها دون أن تستثمر شيئًا خاصًا بها، أو تحقق حلمًا كانت تتمنى تحقيقه. برغم شهادتها العالية وسنوات دراستها الطويلة، ودخلها الكبير الذي يضيع وسط احتياجات أسرتها.
أسباب نفسية وشخصية: ترتبط بالزوجة وحدها؛ وتتعلق بمقدار ثقتها في نفسها، وجاذبيتها، ومدى صحة علاقاتها الاجتماعية، والأهم هل لديها صديقات تبوح وتفضفض معهن؟
عدم التحكم في العصبية: وهذا يزيد من أخطاء الزوجة ومشاكلها، ويدفعها لعصبية أكثر حدة؛ لإحساسها بالذنب على ما تحدثه من خسائر.
زوجي عصبي.. ماذا أفعل؟
أحيانًا كثيرة تأتي عصبية الزوجة نتيجة لعصبية الزوج الزائدة على الحد، ولهذا وضعت الدراسة مجموعة من الإرشادات لكل زوجة تعاني من عصبية زوجها:
تجنبي التحدث مع زوجك أو إثارة غضبه في الوقت الذي يكون فيه مُستفزًا، متعبًا أو حزينًا، لاحظي ملامح وجهه، وحاولي تفهمها واستنتاج دلالتها.
كوني الزوجة اللبقة الهادئة في حوارك معه؛ احترمي آراءه ولا تصري على ما يخالفه، ولا تستهزئي بكلامه؛ فالرجل العصبي بحاجة للتقدير والاحترام والمُسايرة.
تمسكي بالهدوء والقوة إن وصلت عصبية زوجك إلى مرحلة الصراخ، فلا تتوتري ولا تكثري من الكلام والحركة، واحذري إظهار ضعفك أو خوفك.
لا تقفي أمام الثائر بخنوع ومذلة، ولا ترسمي على ملامحك أيضًا عدم الاهتمام، بل أظهري المتابعة لكل ما يقول ويصرخ به؛ حتى لا تثيري غضبه.
شاركيه فيما يتحدث وما يشعر به من ألم أو غضب بصمت وتقدير معًا، بعدها تحاوري معه بهدوء ورقة؛ حتى تشعريه بالندم وربما اعتذر لك ولم يكرر فعلته.
اغمريه بالحب والحنان والتقدير، وأظهري له مشاعرك الحميمة، وعامليه بلطف واحترام؛ حتى تساعديه في علاج عصبيته.