أحيل مسؤول سعودي بارز إلى الأمن الأردني في مطار عمان، بتهمة 'كسر خاطر مضيفة' طيران تابعة للخطوط الجوية السعودية، وفيما سارع المسؤول البارز في رفع شكوى 'رد اعتبار'، طالباً الاعتذار رسمياً من مدير الخطوط، وتلقى رداً بالإنجليزية من المهندس خالد الملحم على رسالة مؤرخة قبل شهرين، تؤكد له أن 'حقه الخاص لن يضيع'.
وحسبما وصف المسؤول الذي فضل طيلة نظر الواقعة على الأراضي الأردنية عدم إظهار هويته سواء للمضيفة أو لطاقمها على متن الرحلة المتجهة من جدة إلى عمّان، فإنه تمنى 'أن تبتلعني الأرض ولا أتعرض لتلك الإهانات، وكأنني مجرم، فيما أنا الضحية، خاصة أنهم سرعان ما اعترفوا بذنبهم وأعلنوا خطأهم بعد التحقق من الواقعة، واتضاح كذب الادعاء في التعرض للمضيفة بأي أذى'.
وكشف المسؤول أن المشكلة كلها تتعلق بـ'كأسة شاي': 'طلبتها من المضيفة ثلاث مرات، على الرحلة 631، لكنها غضت الطرف عنها، لتأتي بعدها وتستجيب بعد فترة؛ الأمر الذي جعلني أصف الخدمة المقدمة بالسوء، واستدعيت المشرف وأبلغته بالأمر، فبادلني الرأي في تحمل أي اعتراض تجاه الخدمة، ومنحني استمارة تقييم وشكوى لتعبئتها، ليأخذها ويغادر'.
لكن المسؤول فوجئ بعد دقائق بعودة المشرف: 'ليبلغني بأنني كسرت خاطر المضيفة، وسكبت عليها الشاي، وعليّ الاعتذار، عندها رفضت الاعتذار لأنني من يستحق أن ينال الاعتذار، لكنهم هددوني باستدعاء الأمن فور الوصول'.
وأضاف المسؤول لـ 'سبق' أنه بعدما نزل لمطار عمّان، تم اقتياده من أربعة رجال شرطة أردنيين، وتوجهوا به لمكتب الأمن بالمطار، وبرفقته المضيفة والمشرف، وهناك طالبوه بتوقيع أوراق تفيد بأنه أخطأ وأحدث مشكلة بالطائرة، فسألهم ما إذا كان مطلوباً أمنياً يستحق التعامل معه بهذه الطريقة، فاعترفوا بأنه ليس مطلوباً لكنه، فطالبهم باعتذار على هذه المعاملة لكنهم رفضوا ذلك؛ ما جعله يطلب استدعاء السفارة السعودية في عمّان، لكنهم رفضوا أيضاً، وبعدما تأكدوا من الواقعة وملابساتها سارعوا بالاعتذار الشفهي، وهو الأمر الذي رفضه المسؤول، مشدداً على حقه في اعتذار خطي من الخطوط.
وبعدها تم إطلاق سراحه من المطار، ليتصل المسؤول بمدير عام الخطوط السعودية 'هاتفياً' وأبلغه بالواقعة، فطلب منه رسالة محررة بالشكوى: 'أرسلتها في 12 أكتوبر 2011، وذكرت فيها أنه تمت إهانتي، ولو كنت على خطأ أجزم بأنك لا تقبل ذلك، هذا ما حدث لي على متن خطوطنا رغم أنني والله لم أخرج عن نطاق الأدب، إذا امتهن الحر فأعذره في أي تصرف لكن يشفع لي أن موضوعي الآن أمامكم وأجزم بأنكم لا تقبلون هذا، وأتمنى من الله صادقاً إنصافي لأن ما حدث من كابتن الطائرة ومن السوبر فايزر 'المشرف' لا يُقبل إطلاقاً'.
وأضاف أنه لم يتلق رداً من الملحم على رسالته؛ ما دعاه لإرسال رسالة ثانية بعدها بـ 17 يوماً قال فيها: 'أعلم مدى انشغالكم ولكن سبق أن أخبرت معاليكم ما حدث لي في عمّان من غبن لا يقبله على نفسه إلا الحقير من الرجال، ولم أطرق أي باب سوى بابكم لإنصافي. أرجو إنصافي قبل التوجه للإعلام'.
ليتلقى المسؤول رسالة باللغة الإنجليزية من الملحم قال فيها 'إنه سيتم التحقيق في القضية وحقك الخاص لن يضيع'، إلا أنه حتى الآن لم يجد رداً من مدير الخطوط - حسب وصفه - ولا 'رد اعتبار'.