ما اقساك أيها الزمن
لما اشتد وطيس أشواقي ، بدأ أملي فيها يعتذر و حبها يحتضر .. رميت أزهار أيامي ...رميت ورود الصباحات .. رميت بسمة الحلم الجميل ...هرعت..جريت ..تجردت من كل شيء ، صرخت ، وكشفت للدهر عن صدري ...أرم ، لقد تجاوز القهر مواطن الصبر ...ارم ، لقد ابتسم النحر للقبر ...ارم ، ما عاد الفؤاد ينتظر منك يا زمن الا الغدر ....
تودعني برفق العائد وبرحمة التمريض، و في بحر عينيها تابوت حبي تدفعه الى شاطيء الفناء أمواج العبرات...رحلت بأشيائي الى عالمها ، و ما بقي الا معلم اللقاء منتصبا في عمق الوجدان، يبتسم له ما بقي من شجون اللقاءات ...اختفت كأنها آثار الوصل على الرمل، تبعثرها العليلة من نسمات الحزن ... كأنها الوهم ، كأنها السراب ، كأنها اليقظة التي تغتال الانتشاء الجميل ، و بقيت ذكراها عزيزة تمتطي صهوة الهيام الذي يسكنني ، يقودها في ذاتي الى حيث لا أدري .. يبحث عن ذلك العشق الذي صنعه الشغف ،أزهر في بسمتها يوما و لم يثمر ...
فما أقساك أيها الزمن و أنت تدبر ، و ما أقسى الأيام عندما تنهار في عز العمر الظنون ، و يغتال اليقين البسمات ، و تنحني العزائم أمام جثمان الأمنيات...
منقووووووووووووول