خرج علينا الرئيس أوباما فى ليلة أول مايو 2011 العصيبة ووجهه الأسمر شاحب كما لو كان "عامل عملة" وعينيه شاخصة كما لو كان يحاول تذكر ما عليه قوله مصرحاً بأنه تم قتل أسامة بن لادن على يد فريق من الجنود الأمريكيين البواسل. ولو صدقنا الرواية الرسمية لمقتله والتى لا يوجد عليها أدنى دليل سوى أمانة الإدارة الأمريكية فهذا يعنى تصديقنا للآتى:
أن أسامة ظل حياً يدير عملياته ويبث تسجيلاته المخيفة من باكستان لإثارة الذعر فى نفوس الكفار حتى تم التعرف على مكانه فى أغسطس 2010، ثم الإنتظار حتى مايو 2011 لقتله، وذلك بفريق مكون من 15 جندياً فقط (وهو فريق سرى بدون سجلات رسمية ولا يعلم أحد أسماء أفراده!)، وأثناء العملية أُسقطت مروحية أمريكية إلا أن أحداً من الجنود لم يصب (!)، ثم تم قتله رغم أنه من المفترض أن يحوزته معلومات لا تقدر بثمن بينما كان يمكن إصابته بطلقة مخدرة مثلاً، ثم بعد قتله تم إلقاء جثته فى البحر بسبب رفض السعودية إستقبالها بدون حتى شريط فيديو يتيم يثبت مقتل أخطر رجل فى العالم!
ناهيك عن التفاصيل المضحكة لما قيل أنه "إتباع للشريعة الإسلامية" فى طريقة "دفنه" حيث قالوا: جرت الشعائر الدينية على سطح حاملة الطائرات كارل فينسن وفي بحر العرب،.. وغُسّل المتوفى ثم لف في كفن أبيض، ووضع الجثمان في كيس ثم تلا ضابط كلمات دينية ترجمها آخر الى العربية، ووضع الجثمان على لوح مسطح وألقي في البحر[1]. ويتساءل المرء عن ماهية تلك الكلمات الدينية التى تمت ترجمتها للعربية؟ وهل هذه طريقة دفن إسلامية أم طريقة التخلص من جثة قرصان مسيحى فى البحر بعد صلاة القس عليه بآيات من الإنجيل اللاتينى قبل ترجمته الى الإنجليزية؟! ومنذ متى وأمريكا التى قتلت عشرات الآلاف من المسلمين فى عدة بلدان فقيرة كما لو كانوا حشرات تحترم التعاليم الإسلامية فى الدفن؟ إنه لمن المؤسف أن يصل الإستخفاف بالعقول وكسل وبلادة من يختلقون تلك القصص الى درجة عدم تكليف خاطرهم حتى قراءة طريقة الدفن الإسلامى ومراسم صلاة الجنازة كى يتمكنوا من تأليف قصة واقعية وتحليل مرتباتهم.
أضف الى ذلك شهادة "جار بن لادن" والذى قال فيها أن مدة "العملية" منذ بداية ضرب النار استغرقت أكثر من ثمانية ساعات وليس 40 دقيقة كما قالت المصادر الرسمية[1ب] وشهادة جار آخر موثقة بالصور يقول فيها أن المروحية التى هبطت خرج منها جنود لكنها إنفجرت بهم قبل أن تقلع مرة أخرى[1ج][1د]! (وبدون خسائر بشرية - ما شاء الله) وقد أطلعت باكستانُ الصينَ لاحقاً لهيكلها.
كما تغيرت الرواية الرسمية القائلة بأن بن لادن قاتل حتى الموت الى أنه لم يكن مسلحاً أصلاً![2] فلو لم يكن مسلحاً ولم يكن هناك قتال وحتى بإفتراض كذب الجار فما الذى إستغرق 40 دقيقة بالضبط؟ (قيل أن 9 دقائق منها تبادل إطلاق نار بين فريق على أعلى درجات التسليح والتدريب وبين رجل واحد مسلح! والـ31 دقيقة الأخرى لجمع محتويات المنزل)، ونذكر أيضاً ما قالته وكالة الأنباء الفرنسية بأن الصورة المنشورة له إبان "مقتله" كانت مفبركة[3]، كما أن المقطع المفترض أنه له يشاهد التلفاز ثبت أنه ليس له حيث تظهر جلية الإختلافات فى شكل الأذن، ورجاء من القارىء الضغط على رابطى هذان المرجعان لمشاهدة الصور بنفسه[3ب]، وقد أكد ذلك التحليل شهادة سكان مدينة أبت أباد والتى يٌفترض مقتل بن لادن بها ، حيث أكدوا أن الرجل الذى ظهر فى الشريط الذى أذاعته أمريكا هو جارهم ويدعى أكبر خان وليس بن لادن[4]! ودعونا لا نطيل الحديث حول ظهور "دِش" فضائيات فجأة فى فناء المنزل الى جانب بعض الشبابيك بعد الغارة التى نفذها الأمريكيون![4ب]
الى جانب الكثير من التناقضات والعجائب التى لا حصر لها فى الرواية الرسمية[5].. منها عدم إعلان أمريكا العثور على جهاز غسيل الكلى والمفترض أن لادن -مريض الفشل الكلوى- لم يكن ليحيا بدونه، ومنها أن أخطر رجل فى العالم لم يكن مسلحاً ولم تكن لديه حراسة قوية تدافع عنه، ومنها مطالبة أمريكا لباكستان بتسليم أرامل بن لادن للتحقيق معهن رغم أن أولئلك الأرامل مفترض أنهن كن أمامهم عندما قتلوه (وباكستان الأبية ترفض تسليمهن فى البداية ثم ترضخ بعد "ضغوط" ليكتمل المشهد!)، ومنها حبس باكستان المفترض لزوجتيه وأبناءه المفترضين الذين وُجدوا فى المنزل حتى الآن[5ب].. فإن كانوا موجودون فعلا فبأى تهمة تعتقلهم ولماذا لا تسمح للصحف العالمية بمقابلتهم؟ ومنها العثور على مخططات إرهابية شديدة الخطورة مخزنة رقمياً فى "مخبأه" تشمل تفجير قطارات بأمريكا فى ذكرى أحداث سبتمبر العاشرة رغم أن أى صبى عنده من العلم التقنى القليل يعرف كيفية تشفير ملفات الكمبيوتر ببرامج مجانية وسهلة الإستخدام (من ضمنها مثلاً برنامج تروكْرِبْت والذى عجز الإف بى آى نفسه عن فك شفرته)، ومنها حجم تلك المخططات الإرهابية المزعوم والذى قالوا أنه وصل الى 2.7 تيرابايت أو ما يوازى 220 مليون صفحة[6].. وهو ما لم يكتبه عباس العقاد وطه حسين ونجيب محفوظ وبن تيمية وشكسبير مجتمعين طيلة حياتهم! ومنها صورة مفبركة بالفوتوشب لما يُفترض أنه جواز سفر زوجته[7]، ومنها الأفلام القديمة التى تم إدعاء أنها جديدة بعد تغيير الخلفية فقط والتى "تم العثور عليها فى مخبأه" هى الأخرى[8] (والتى يتساءل المرء عما لو كانت حقيقية لماذا لم ينشرها قبل "مقتله"؟)، ومنها أنه ظل آخر عشر سنوات مفترضة يصدر تسجيلات صوتية فى معظم تصريحاته بدلاً من إصدار أفلام مرئية (ولا عجب، إذ أن الأفلام ثبت تزويرها بينما الرسائل الصوتية تزويرها أسهل!)
أما المفاجأة الكبرى فهى مقتل 25 عضواً من فرقة "سيل 6" المفترض قتلها لإبن لادن بعد ثلاثة أشهر فقط من الإعلان عن مقتله فى تحطم مروحية أمريكية فى أكبر خسارة للتحالف بأفغانستان[9]. أى أنه حتى لو فرضنا وجود بعض الشهود من هذا الفريق -الذى لا يعلم أحد أسماء أعضاءه أصلاً- الذين كان يمكنهم فى يوم من الأيام إخبار العالم عن حقيقة ما جرى تلك الليلة فقد تم الآن ضمان سكوتهم الى الأبد.
منقوووول