ابيات لإبي العتاهيه عن الظلم
حدث الصولي قال : لبس ابو العتاهية كساء صوف ودٌراعة صوف وآلى على نفسه ألا يقول شعرا في الغزل أمر الرشيد بحبسه والتضييق عليه ووكل به صاحب خبر يكتب إليه بكل ما يسمعه فكتب إليه أنه سمعه ينشد :
أما والله إن الظلم لؤم ــــــــــ وما زال المسيء هو الظلومُ
إلى ديان يوم الدين نمضي ـــــــــــ وعند الله تجتمع الخصومُ
لأمر ما تصرّفت الليالي ـــــــــــــ وأمرٍ ما توليت النجومُ
ستعلم في الحسبا إذا التقينا ــــــــــــ غدا عند الإله من الملومُ
سينقطع التروح عن أناس ــــــــــــ من الدنيا وتنقطع الغمومُ
تلوم على السفاة وأنت فيه ــــــــــــ أجل سفاهةً ممن تلومُ
وتلتمس الصلاح بغير حلمٍ ـــــــــــــ وإن الصالحين لهم حلومُ
تنام ولم تنم عنك المنايا ـــــــــــــــ تنبه للمنية يا نؤومُ
تموت غدا وأنت قرير عينٍ ـــــــــــــــ من الغفلات في لحجٍ تعومُ
لهوت عن الفناء وأنت تفني ـــــــــــــــ وما حي على الدنيا يدومُ
تروم الخلد في دار المنايا ــــــــــــــ وكم قد رام غيرك ما ترومُ
سل الأيام عن أمم تقضت ــــــــــــــ ستخبرك المعالم والرسومُ
وما تنفك من زمن عقور ــــــــــــــــ بقلبك من مخالبه كلومُ
إذا ما قلت قد زجيت غماً ــــــــــــــ فمر تشعبت منه غمومُ
وليس يذلك بالإنصاف حيّ ـــــــــــــــ وليس يعز بالغشم الغشومُ
وللمعتاد ما يجري عليه ـــــــــــــــ وللعادات يا هذا لزومُ
قال : فبكى الرشيد وأمر بإحضار أبي العتاهيه وإطلاقه وأمر له بألفي دينار