مقتل فتاة والعثور على جثتها داخل كيس

يأبى مشهد القتل والجرائم المتكررة أن يغيب عن لبنان تزامناً مع احتفالاته الوطنية بذكرى استقلاله الـ 68، وكأنه قدر مشؤوم يرفض أن يترك اللبنانيين بحالهم، فلا تكفيهم مشاكلهم السياسية والاجتماعية والاقتصادية... حتى تنهال عليهم أخبار الجرائم وكأنها سلسلة مترابطة.

وكان آخرها التي وقعت في وضح النهار، الامر الذي هزّ المجتمع اللبناني بأجمعه وعكّر صفو الاحتفالات والمهرجانات بالمناسبة الوطنية، التي تناستها الناس ولم يعد على لسانها سوى خبر مقتل الفتاة الشابة.

وفي التفاصيل، فقد تمّ العثور على جثة شابة مرمية ومضرجة بالدماء داخل كيس نايلون في منطقة حرجية بين ساحل علما وحريصا (شرق بيروت) وقد حضرت الاجهزة الامنية المختصة والادلة الجنائية للكشف على الجثة ومعرفة الملابسات، ليتبيّن في ما بعد أن ناطور الدير هو من قتلها بعد ان منعته من اغتصابها.

ولم تمضِ فترة طويلة (بعد 24 ساعة) حتى تمّ العثور والتعرّف الى الجثة، وقد تبيّن أنها للشابة ميريام الاشقر (مواليد 1983)، التي فقدت بتاريخ 21 الجاري لدى توجهها من منزل ذويها في ساحل علما باتجاه دير سيدة البشارة لتأدية واجب الصلاة، وهي عادة تصرّ ميريام على القيام بها لشدّة إيمانها.
وأضافت المصادر الى أنه بتاريخ 22 الجاري وبنتيجة البحث عثر عليها جثة هامدة داخل كيس" نايلون " على بعد 600 متراً من الكنيسة داخل حرج وعر، وقد عثر على ثيابها ملطّخة بالدم في "عليّة" وراء الكنيسة القريبة من منزل الضحية، وتشير المعلومات الاولية الى أن الضحية قد تعرّضت للإعتداء قبل قتلها.

وفي المعلومات التي كشفتها الاجهزة الامنية المختصة لـ" سيدتي KJ" بأنه تمّ إلقاء القبض على القاتل، وهو ناطور الكنيسة (من الجنسية السورية) ويقيم في تلك المنطقة منذ حوالي السنة والنصف، وقد وجدت جثة الفتاة بالقرب من الغرفة التي يسكن فيها، الامر الذي جعل دائرة التهم تحوم حوله، وقد اعترف بجريمته.
وتضيف المعلومات بأن القاتل ارتكب جريمته عندما قالت له الضحية بأنها ستبلّغ عنه الجهات المختصة بعدما تعرّفت اليه.

أهل الضحية
وفي لقاء مع والدة الضحية التي لم يفارق وجهها الحزن والالم ، قالت " بأن ميريام لم تعد ذلك النهار الى المنزل وفوراً، بدأنا البحث عنها في أحراش المنطقة بمساعدة القوى الامنية والجيش وكل أبناء البلدة، الى أن عثر صباح الثلاثاء على جزء من ثيابها كانت مخبأة قرب غرفة ناطور الدير وهي مغطاة بالدم".

والدة الضحية
وأضافت: " كنا نعامل القاتل بكل محبة، ولسنا نحن فقط بل كل اهل المنطقة، وكنا نقدّم له الطعام والشراب... فهكذا يكون جزاء المعروف؟".
وهنا أضاف شقيق الضحية، طوني الأشقر قائلاً: " بعدما عثرت الاجهزة الامنية على جزء من ثياب شقيقتي،كثّفت عملها فوراً لتكتشف جثة ميريام مرمية بكيس "نايلون" أبيض في مكان يصعب الوصول اليه، مما استدعى قيام فرقة من مجوقلة الجيش بالنزول بواسطة الحبال الى قعر الهاوية وسحبها.

طوني الأشقر
وتمّ توقيف المشتبه الرئيسي في الجريمة وهو ناطور ويدعى فتحي جبر السلاطين، والكل يعرفه في البلدة منذ حوالي السنة ونصف".
ويضيف طوني: " تجمع ميريام في شخصيتها جميع المواصفات المثالية، ولا أقول هذا الكلام لانها أختي، بل لأن كل أفراد البلدة يحبونها ويحترمونها، فهي لم تؤذِ أحداً في حياتها وتحب الجميع."
هل من المعقول ان تقتل فتاة في وضح النهار بهذه الطريقة، وهي لم ترتكب أي ذنب سوى أنها ذاهبة للصلاة؟".
وختم قائلاً: " من أصعب الامور في الحياة البحث عن فرد من أفراد العائلة لا نعلم عنه أي شيء ولا أحد يعرف عنه شيئاً، لقد كانت لحظات صعبة وطويلة، ومقتل شقيقتي هو كارثة ومصيبة، وأتمنى أن تأخذ العدالة مجراها حتى لا يذهب دم شقيقتي هدراً".

أما اليان الأشقر (شقيقة الضحية) فتقول بأن " هذه الجريمة فظيعة ولا أصدق ما حصل حتى هذه اللحظة.

اليان الأشقر
ميريام هي الإبنة الكبرى في العائلة، وهي كل شيء بالنسبة الينا، لاننا عائلة متماسكة جداً، لا نضمر الشر لأحد بل على العكس نتمنى الخير للجميع، لا أعلم كيف أصف المصير البشع الذي حصل لشقيقتي، فبدل أن نهتمّ بالتحضير والتجهيز لحفل خطوبتها الذي كان من المقرّر إقامته خلال الايام المقبلة، ها نحن نودّعها وداعاً أخيراً وحزيناً".

وأضافت: " أحياناً كانت تقصد ميريام الدير برفقة والدتي أو أحد أشقائي، ولكنها هذه المرّة أرادت أن تذهب لوحدها، واستغربنا كثيراً لانها لم تعد باكراً الى المنزل، وهنا قد بدأت المخاوف تراودنا، مع العلم أننا لا نتأخر أبداً في العودة الى البيت خاصة خلال فترة المساء، لأننا نأخذ احتياطاتنا بسبب غياب الامان، ولكن لم يكن أحد يعلم ما سيحصل لشقيقتي".

نجيب صقر
أما نجيب صقر (قريب الضحية) فيقول بأن " ما حصل هو كارثة، أنا مع محاكمة القاتل وإعدامه حتى يكون عبرة لغيره".
أما جو عبد الاحد (خطيب الضحية) الذي رفض التحدّث بأي كلمة، وبعد الالحاح عاد وقال بأن حياته قد تغيّرت تماماً بعدما تعرّف الى ميريام ، فمن شاب لا يتحمّل المسؤولية يقيم في السويد، الى شخص آخر بفضل رصانتها وإيمانها ومحبتها للجميع وخاصة عائلتها التي كانت في اولوية حياتها.

وأضاف: " ميريام هي الفتاة التي كنت أبحث عنها وقد خسرتها بعدما وجدتها".

أقرباء الضحية
وقد أكّد أقرباء الضحية في معلوماتهم بأن "الجاني حاول الاعتداء على ميريام من دون أن ينجح قبل أن يقوم بضربها على رأسها بآلة حادة ثم ذبحها، وبأنه ارتكب جريمته منفرداً".

استنكار عام
هذا وقد استنكر المجتمع اللبناني بكامله هذه الجريمة البشعة، وقال وزير الداخلية مروان شربل " بأن هذه الجريمة لا يمكن أن تحصل ومن المفروض أن يتّخذ القرار الحكيم والسريع كي يكون القاتل عبرة لغيره، ولا تتكرّر في منازل أخرى".

.................................................
https://alayhm-ahlamont.jordanforum.net منتـــــــــــــــتدى النجــــــــــلاء