إ رهاب القاعدة ( مستملحة أدبية )
(إرهاب القاعدة )
(مستملحة)
القاعدة لغة هي مؤنث قاعد، أي جالس، وما هو جالس فهو ثابت، والثابت جامد لا يتحرك، والجلوس لن يكون جلوسا، إلا إذا افترضنا قياما ووقوفا قبله، وإلا كان شللا...
من هنا ، وباختزال سريع لتاريخ تقعيد اللغة ، والوقوف الذي عرفه هذا التقعيد على ما كانت تتحرك به الألسن العربية قديما نفهم أن هذا التقعيد لم يكن سوى إجلاسا لحركة لغوية سابقة، متحركة، فاعلة في مجتمعها ومتفاعلة مع حياته ، على كرسي ثابت، مستقر وقار: أي تجميدها وتحويلها من حركة قصدها التواصل والتفاعل وفق المتغيرات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والفكرية، إلى جمود غارق حتى " قندهار" في مجلس القاعدة ....من هنا : فلغتي، أنا ابن هذا الوقت ، تمشي ، إنها ليست قاعدة ، بل هي حرة، طليقة في أفق فهم لعالم يمشي هو الآخر بخطى حثيثة....
والعالم (أقسم هنا بالكون ) ... لست متمردا على القاعدة..
إنما فقط : أوليتها ظهري وتركتها جالسة، تنظر إلي ماضيا ، فاتحا ذراعي، مستقبلا عالما سليما : سليم لأنه يتحرك...
أنا إذن سليم ماض إلى المستقبل..
أما سليم ما مضى فلم يعد كذلك لأنه مات .